البرقيتان اللتان بعث بهما صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، لخادم الحرمين الشريفين؛ بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام، تدلان دلالة واضحة على حجم الجهود التي بذلها- حفظه الله-، حتى تكلل الموسم بهذا النجاح المشهود، الذي أعجب به الجميع، سواء من ضيوف الرحمن الذين أدوا فريضتهم الإيمانية، أو غيرهم من خارج الأماكن المقدسة. وراء النجاح تسخير كامل لأجهزة الدولة المعنية، مما أسفر عن تسهيل فريضة الحج على ضيوف الرحمن الوافدين إلى هذه البلاد من كل فج عميق لأداء مناسكهم في أجواء مفعمة بالسكينة والأمان والطمأنينة والراحة، وهذا ما شهده الجميع أثناء تأدية تلك المناسك التي طرأ عليها الكثير من التطوير والتحديث والتحسين خدمة لضيوف الرحمن، وتلك لمسات تبدأ عادة عند انتهاء كل موسم استعدادا للمواسم القادمة. الخطط الموضوعة لتفويج الحجاج نجحت أيما نجاح، فلم تحدث أي منغصات أمنية أو صحية تحول دون إتمام المناسك، وهي خطط دقيقة ومدروسة تواكبت مع مختلف الجهود التي بذلت لتسيير وتسهيل أداء الفريضة بتوجيهات من القيادة الرشيدة، ووراء تلك الخطط رجال نذروا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن كل في مجال تخصصه بتوجيهات وتعليمات وإرشادات من خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله-. وستظل المملكة راعية للحرمين وخادمة لضيوفهما، وهي كذلك منذ عهد التأسيس وحتى العهد الحاضر الزاهر، فالنجاح المستمر لمواسم الحج يعود في أساسه إلى هذه الجهود الملموسة التي تبذلها القيادة الرشيدة وتوجيهاتها السديدة. وقد أسفر نجاح الموسم هذا العام أسوة بنجاحات منفرطة إلى اعتزاز وتقدير وإعجاب المواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن، بتسخير تلك الإمكانات التي أدت إلى هذا النجاح الكبير، وهي خطوة في سلسلة خطوات مشهودة لخدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وتلك خطوات لا تنتظر القيادة الرشيدة من ورائها منّة من أحد، وإنما تريد بها التقرب لوجه رب العزة والجلال. ويتشرف خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، وهي خدمات شرفه بها رب العزة والجلال، فكل الخدمات المزجاة لضيوف الرحمن وللحرمين الشريفين هي تشريف لا تكليف. إنها رسالة كبرى، تستهدف خدمة الإسلام، وخدمة المسلمين في كل مكان، ومواقف قيادات المملكة منذ عهد التأسيس وحتى العهد الحاضر تتمحور في تسخير مختلف الجهود لخدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وقد تحمل قادة هذه البلاد الآمنة المطمئنة تبعات تلك الرسالة ومسؤولياتها الجسيمة، وما زالت تؤديها على خير وجه؛ نصرة لدين الله ونصرة لشؤون المسلمين في كل مكان.