الكلمة الضافية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله-، أثناء استقباله الأمراء والعلماء والمشايخ والعسكريين وضيوف المملكة، يوم أمس الأول، بمنى، تطرح من جديد ما تراه القيادة الرشيدة بأن خدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن هما تشريف لا تكليف، فالاعتزاز والفخر بما تقدمه القيادة من خدمات جليلة كبرى للحرمين وللضيوف يمثلان الديدن الواضح للنهج السعودي القويم، منذ قيام الكيان السعودي وحتى العهد الحاضر الزاهر. الأعمال المتواصلة كل عام، لحماية أمن الحجيج وطمأنينتهم وتسهيل أداء مشاعرهم الإيمانية، هي مصدر اعتزاز تشعر به القيادة الرشيدة، فقد شرفها رب العزة والجلال بخدمة الحرمين وضيوف الرحمن، وسوف تواصل السعي لتأدية هذا التشريف الإلهي على خير وأفضل وجه؛ تقربا لوجهه تعالى بصالح الأعمال وخيرها ما أسدي لخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن. وقد شكر خادم الحرمين الشريفين في تضاعيف تلك الكلمة، سائر من وكلوا بالسهر على راحة ضيوف الرحمن منذ قدومهم إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين بإذن الله، فأولئك الرجال تفانوا في أداء واجب هو من أهم الواجبات على الإطلاق بإرشاد وتوجيه من القيادة الرشيدة. وفي الكلمة ذاتها، أشاد خادم الحرمين الشريفين بالقطاعات العسكرية الذائدة عن المقدسات والمقدرات، فالمملكة لن تتهاون عن حماية أمنها وصون استقرارها وحفظ مصالحها، داعيا المولى القدير أن يحفظ على هذه البلاد نعمة الأمن ويقيها من كل شر ويديم عليها الاستقرار والطمأنينة والسلام، ودول العالم قاطبة تحسد هذه الديار على تلك النعمة الكبرى في زمن تتطاحن فيه الشعوب وتعلو أصوات المدافع فيها على أصوات العقل والرشد. ويتبين من فحوى تلك الكلمة، أن خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن تمثلان تشريفا وليس تكليفا، وهو تشريف تضعه القيادة الرشيدة وساما رفيعا على كل جهودها الكبرى لخدمة الحرمين والضيوف، وقد تمكن خادم الحرمين الشريفين من تحمل هذه الرسالة وأدائها على أفضل وجه، وهي رسالة إسلامية جليلة شهد العالم الإسلامي بقدرة القيادة الرشيدة بالمملكة على تحملها وتحمل أعبائها. نجاح مواسم الحج المتعاقبة، تدل دلالة واضحة على جهود جبارة تبذلها القيادة الرشيدة للسهر على خدمة ضيوف الرحمن وخدمة الحرمين الشريفين، وهو نجاح تعتز به القيادة وتفخر به، ووراء تحقيقه خطط محكمة لاستقبال هذه الملايين من الحجاج والسهر على راحتهم وضمان أمنهم وطمأنينتهم وسلامتهم؛ حتى يتمكنوا من أداء فريضتهم الإيمانية في أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والهدوء. هو نجاح ما زال يحظى بتثمين وإعجاب وتقدير كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، الذين يلهجون بالدعاء عقب كل موسم بأن يوفق القيادة الرشيدة بالمملكة التي هي وراء تلك النجاحات.