كشف برنامج «الإرهاب.. حقائق وشواهد» عن مدى تخبط الرؤى السياسية لنظام الدوحة في محاولات واهنة ل«تسييس الحج» واتباعه سياسة المظلومية والتباكي التي ظل ينتهجها منذ ما يقارب الثلاثة الأشهر. واستضافت الحلقة التي بثتها قناة الشارقة الفضائية الكاتب محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، ود.عبدالله العساف أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام محمد بن سعود من السعودية، ود.عايد المناع الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي، وقدمها الإعلامي إبراهيم المدفع، وتلمس فيها المستضافون دوافع ومناورات الدوحة لتسييس الشعائر المقدسة وغايته، وأكدوا على أن المكرمة السعودية من خادم الحرمين الشريفين تدفع باتجاه تسهيل أداء المناسك المقدسة على الحجاج القطريين وعدم خلط هذا المشهد الديني بالأزمة القطرية الراهنة. الحجج والذرائع شدد أستاذ الإعلام السياسي السعودي د.عبدالله العساف على «أن المملكة العربية السعودية سدت جميع المنافذ أمام الحجج والذرائع التي يقدمها النظام القطري لشعبه ليستطيع إخفاء جرائمه عن الرأي العام»، مشيرا إلى «أن الدوحة حاولت الصيد في المياه العكرة بفعلتها التي أرادت من خلالها تشويه قرار المملكة باستضافة الحجاج القطريين عبر ذرائع واهية، ومثال ذلك أن القبول بالقرار يمس كرامة المواطنين وهيبة القيادة». وأكد العساف على أن النظام القطري -باصطفافه إلى جانب إيران- أصبح ناطقا رسميا باسمها، خاصة في دعواتهما بتسييس الحج، وهو ما أدى إلى حرق جسور الحل في الأزمة الخليجية الراهنة، واستدرك قائلا: «النظام القطري أصبح متهالكا ويحاول الالتفاف على المسائل السياسية ممسكا بأي ورقة يمكن الاستفادة منها في عملية الضغط وهذه الورقة التي يمتلكها سقطت». وأشار إلى «أن نظام الدوحة لجأ إلى ذرائع وأذرعة إعلامية وشركات علاقات عامة لإزالة الانطباع عنه في اجتراء الكذب على مواطنيه والمجتمع الدولي»، وختم «ما قام به سقطة سياسية لا تغتفر، فجرائم النظام القطري التي تجاوز عمرها 20 عاما في كفة، وهذه المسألة في كفة أخرى». الورقة الأخطر من جانبه، أوضح الكاتب محمد الحمادي أن الخطوة التي اتخذها نظام الدوحة لم تكن موفقة، معتبرا إياها الورقة الأخيرة والأخطر لقطر لافتا إلى أن النظام القطري بات يلعب على المكشوف آخذا الأزمة الخليجية إلى ما هو أبعد وأنه يتجه نحو «اللا حل» ويهرب إلى الأمام أكثر ضمن محاولات عديدة لتصعيد الأزمة، مبديا استغرابه من قيام دولة عربية ومسلمة بهذا الفعل المحكوم بالفشل. وأشار رئيس تحرير صحيفة الاتحاد إلى أن الدوحة مصرة على مسألة تسييس الحج والضغط بشكل أكبر على المملكة والدول المقاطعة، مؤكدا أن النظام القطري لو كان يريد التجاوب بالفعل مع المكرمة السعودية لما تصرف بهذا الشكل، لكنه مضى في بث الخوف لدى مواطنيه من أداء فريضة هذا العام، فيما عكست تصريحات وزير الخارجية القطري تخبط القرارات ولم يكن موفقا فيما أشار إليه من أن الدوحة تريد «ضمانات» لسلامة الحجاج القطريين، مشيرا إلى أن هذا أمر مستغرب لم نعهده في خليجنا. وتابع الحمادي: «لا أحد يستطيع إدارة مناسك فريضة الحج مثل المملكة العربية السعودية، وهو أمر مفروغ ومسلم به»، واستدرك: «كان يفترض بحكومة قطر أن تقبل الدعوة السعودية وتثمن جهودها لا أن تستغلها الاستغلال التظلمي السيئ»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن قطر أحرقت آخر أوراقها وكشفتها على الملأ، ليختم قائلا: «بدلا من أن تهرول قطر إلى إيران، كان يجب أن تذهب باتجاه الرياض». أضاعت الفرصة من جهته، أشار الباحث السياسي الكويتي د.عايد المناع إلى «أن النظام القطري أضاع فرصة ثمينة ولم يستفد من هذه المبادرة، إذ كان من الواجب عليه أن يرحب بها وأن يجعل منها خطوة أولى نحو المصالحة لكنه تصرف بهذا الشكل بناء على توجيه إيراني يسعى إلى الاستهانة والتشكيك بإدارة المملكة للحج، ما يثبت أن الدوحة لا تمتلك قرارا أو رأيا»، مضيفا: «إن النظام القطري استغل الحجاج لتمرير أغراض سياسية متمنيا أن يفكر الساسة القطريون في أن أشقاءهم أهم وأقرب إليهم من دول أخرى». وأوضح المناع «أن النظام القطري ليست لديه نية حسنة في التعامل مع محيطه وبيته الخليجي وشقيقته الكبرى، ولو كان له غير ما سبق لقبل تطوع السعودية بإرسال طائراتها لنقل الحجاج من الدوحة إلى أراضيها، لكنه أراد للأزمة أن تبقى مستمرة وأن يظهر الآخرون -في إشارة إلى الدول الخليجية- على أنهم يعرقلون ذهاب الحجاج القطريين لأداء المناسك»، مضيفا: «إن قطر تتعامل مع المسألة على أساس أنها دولة مُقاطَعة لا مُقاطِعة».