كشفت مؤسسة الشارقة للإعلام عبر برنامج «حقائق وشواهد» على قناة الشارقة الفضائية عن مدى تخبط الرؤى السياسية لنظام الدوحة التي جرته إلى «تسييس الحج» وسياسة التظلم والشكوى التي ينتهجها. واستضافت الحلقة التي قدمها الإعلامي إبراهيم المدفع - بحسب وكالة أنباء الإمارات - عدداً من الإعلاميين والمتخصصين، من المملكة أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالله العساف، ومن الكويت الباحث السياسي الدكتور عايد المناع، ومن الإمارات رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الكاتب محمد الحمادي، للحديث عن مناورات الدوحة لتسييس الشعائر المقدسة ودوافعها للقيام بهذا العمل وغايته، والتأكيد على أن المكرمة السعودية من خادم الحرمين الشريفين تدفع باتجاه تسهيل أداء المناسك المقدسة على الحجاج القطريين، وعدم خلط هذا المشهد الديني بالسياسي الراهن. وقال العساف: «إن المملكة العربية السعودية سدت جميع المنافذ أمام الحجج والذرائع التي يقدمها النظام القطري لشعبه ليستطيع إخفاء جرائمه عن الرأي العام»، مشيراً إلى أن «الدوحة حاولت الصيد في المياه العكرة بفعلتها هذه التي أرادت من خلالها تشويه قرار المملكة باستضافة الحجاج القطريين عبر ذرائع واهية، مثل كون القبول بالقرار يمس كرامة المواطنين وهيبة القيادة القطرية». وأكد أن «نظام الدوحة باصطفافه إلى جانب إيران أصبح ناطقاً رسمياً باسمها، ولا سيما في هذه المسألة، وهذا أمر أدى إلى حرق جسور الحل في الأزمة الخليجية الراهنة»، قائلاً: «النظام القطري أصبح متهالكاً ويحاول الالتفاف على المسائل السياسية ممسكاً بأي ورقة يمكن الاستفادة منها في عملية الضغط، وهذه الورقة التي يمتلكها سقطت». وأشار إلى أن «نظام الدوحة لجأ إلى ذرائع وأذرعة إعلامية وشركات علاقات عامة لإزالة الانطباع عنه من أنه يكذب على الناس، وأن ما قام به هو سقطة سياسية لا تغتفر»، مضيفاً أن «جرائم النظام القطري منذ 20 عاماً في كفة وهذه المسألة في كفة أخرى». من جهته، أوضح الحمادي أن الخطوة التي اتخذها نظام الدوحة لم تكن موفقة، معتبراً إياها الورقة الأخيرة والأخطر لقطر. ولفت إلى أن «النظام القطري بات يلعب على المكشوف آخذاً الأزمة الخليجية إلى ما هو أبعد، وأنه يتجه نحو اللا حل ويهرب إلى الأمام أكثر ضمن محاولات عدة لتصعيد الأزمة»، مبدياً استغرابه من قيام دولة عربية ومسلمة بهذا الفعل المحكوم بالفشل. وأشار إلى أن «الدوحة مصرة على مسألة تسييس الحج والضغط بشكل أكبر على المملكة العربية السعودية والدول المقاطعة»، مؤكداً أن «النظام القطري لو كان يريد التجاوب بالفعل مع المكرمة السعودية لما تصرف بهذا الشكل، لكن ما حدث هو عكس ذلك تماماً فهو مضى في بث الخوف لدى الشعب من أداء فريضة الحج هذا العام، فيما عكست تصريحات وزير الخارجية القطري تخبط القرارات، ولم يكن موفقاً فيما أشار إليه من أن الدوحة تريد ضمانات لسلامات الحجاج القطريين، وهذا أمر مستغرب لم نعتده في خليجنا». وتابع «لا أحد يستطيع إدارة مناسك فريضة الحج مثل المملكة العربية السعودية، كون هذا الموضوع يقتصر على أهل مكة والجزيرة العربية، وما هذه إلا مناوشات سياسية تؤدي أغراضاً آنية، وكان يفترض بحكومة قطر أن تقبل الدعوة السعودية وتثمن جهودها لا أن تستغله أسوأ استغلال». وقال: «قطر أحرقت آخر أوراقها على الملأ وانكشفت وهذه أكبر خطيئة قطعت فيها الحبال مع محيطها، فبدلاً من أن تهرول قطر إلى إيران كان يجب أن تذهب باتجاه الرياض». المناع: الدوحة يُملى عليها سياسياً من الخارج أشار الباحث السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع إلى أن النظام القطري أضاع فرصة ثمينة ولم يستفد من مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بشأن حجاج قطر. وقال خلال مشاركته في برنامج «حقائق وشواهد» على قناة الشارقة الفضائية إنه «كان من الواجب على نظام الدوحة أن يرحب بهذه المبادرة من المملكة العربية السعودية، وأن يجعل منها خطوة أولى نحو المصالحة، لكنه تصرف بهذا الشكل بناءً على توجيه إيراني يسعى إلى الاستهانة والتشكيك بإدارة المملكة للحج، ما يثبت أن الدوحة يُملى عليها سياسياً من الخارج». وأضاف «النظام القطري استغل الحجاج لتمرير أغراض سياسية»، متمنياً أن «يفكر الساسة القطريون في أن أشقاءهم أهم وأقرب إليهم من دول أخرى». وأوضح أن «النظام القطري ليست لديه نية حسنة في التعامل مع هذه المسألة، ولو كان عكس ذلك لقبل تطوع السعودية بإرسال طائرات الخطوط الجوية التابعة لها لنقل الحجاج من الدوحة إلى أراضيها، لكنه أراد للأزمة أن تبقى مستمرة وأن يظهر الآخرون - في إشارة إلى الدول الخليجية - على أنهم يعرقلون ذهاب الحجاج القطريين لأداء المناسك»، مضيفاً أن «قطر تتعامل مع المسألة على أساس أنها دولة مقاطِعة لا «مقاطَعة».