ثقافة الوفاء متأصلة في جذور الإنسان السعودي على مدى الأزمان، لاسيما في الوفاء بالذين أعطوا وقدموا لهذه البلاد العديد من الإنجازات، ما يجعلهم في مقدمة المتميزين الذين يتوجب تكريمهم وفاءً في مختلف المجالات على المستوى الوطني في حياتهم قبل وفاتهم. وهذا ما تؤكد عليه جائزة (عطاء ووفاء) التي تبناها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير منطقة الشرقية، وهي جائزة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المملكة تهدف إلى تكريم رواد الرياضة ومؤسسيها، انطلاقاً من المنطقة الشرقية. وإذا كانت هناك أصوات تنادي بتكريم لاعبي كرة القدم المتميزين في حياتهم وعدم حكر التكريم بعد وفاتهم، فإن الجائزة كان لها السبق في ذلك، حيث أقيمت الدورة الأولى لهذه الجائزة في الثالث من أكتوبر 2016، وتم تكريم 33 من رواد كرة القدم في فترة الستينيات وما قبلها، وكانت أصداؤها واسعة في الوسط الرياضي. نعم لقد لبت الجائزة نداء اللاعبين لتكريم المتميزين القدامى من زمن الطيبين، ليس فقط ذلك ولكن اخذت الجائزة على عاتقها مسؤولية اجتماعية في إبراز سجلات الإنجازات والبطولات التي حققها أولئك اللاعبون الكبار في حياتهم قبل وفاتهم، لتكسر بذلك قانون «التكريم بعد الموت». وتقديمهم مجددا للأجيال الحاضرة والقادمة بشكل يليق بتاريخهم وقيمهم ومواقفهم وأعمالهم وإنجازاتهم وتأثيرهم على المجتمع كونهم نماذج يفخر بهم المجتمع. ويعمل القائمون على جائزة عطاء ووفاء حالياً على تحضير الدورة الثانية لها، حيث تم ترشيح أسماء اللاعبين المميزين في كرة القدم، وتمت إضافة الالعاب الأخرى في هذه الدورة بناءً على توجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وفق ضوابط ومعايير معينة، وضعتها اللجنة التأسيسية والتنفيذية للجائزة من خلال مرحلتي الترشيح والترجيح. إن وجود وانطلاقة هذه الجائزة التي وُضعت لتكريم رواد الرياضة حسب الحقب الزمنية، بدءًا من الستينيات إلى وقتنا الراهن، تؤكد الثقافة الإنسانية النبيلة التي استند عليها مؤسسو هذه الجائزة، لتحفيز الأجيال القادمة على الإبداع والتميز، تيمنا بالرعيل الأول من رواد الرياضة في المملكة، وهي في مفهومها تعتبر ممارسة حضارية راقية، تترجم من خلالها معاني التقدير والاحتفاء بالذين خدموا الوطن لاسيما في مجال الرياضة.