استوقفتني مقولة ساقها رجل الأعمال عبدالله الفوزان في حوار صحفي «للعربية نت» عن «مركز الفوزان لخدمة المجتمع»، وهو المركز الرائد محليا في صناعة المبادرات الاجتماعية الفعالة. يقول الأستاذ الفوزان: إن مجموعته العائلية «تهتم بالبشر قبل الحجر»، وتضخ الميزانيات الكافية للمبادرات الاجتماعية الخلاقة، في إشارة واضحة إلى أن الاستثمار بالعقول، والطاقات، والكثير من الكفاءات، لا يقل أهمية عن حزمة المشاريع الاستثمارية التي تبرمها مجموعته. طرحا كهذا يجعلنا نقتنع بأن التغييرات السريعة التي تشهدها حياتنا اليومية تتطلب منا إعادة النظر في كثير من الأشياء التي اعتدنا مع الزمن بأن نسيرها بنمط تقليدي ممل، بما في ذلك خدمة المجتمع البسيط الذي نعيش معه وفيه، وتحمل جزء من مسؤولية أهلنا ومن هم حولنا. في أمريكا مثلاً ، تعرضت الادارة العليا لشركة « نايك « الشهيرة بتصنيع الأحذية والملابس الرياضية في أواخر التسعينات الميلادية لانتقادات اجتماعية حادة من قبل الأمريكيين بسبب تصنيع منتجات الشركة في مصانع تستغل فيها العمالة الرخيصة بشكل بشع ، فبادرت الشركة فوراً في الاستجابة ، ومنذ ذلك الحين تم تخصيص جزء من أرباح الشركة لخدمة المجتمع وتنمية أفراده وفي السعودية نجد أن الكثير من الشركات و المصانع و البنوك قد طرقت باب خدمة المجتمع مبكراً ، - وهذا يحسب لهم – فيما أصبحت الفرصة الآن متاحة أمام الآخرين ، وعلى رأس اولئك « الآخرين « الأندية والاتحادات الرياضية التي تشكل المكون الرئيسي للقطاع الرياضي بكل ما فيه من هدر للمال العام والخاص ، فليس من المعقول أن يبقى المجتمع الرياضي « يتلقف « ملايين الدولارات من كل حدب وصوب ، بينما مخرجاته الاجتماعية لا تزال « زيروووو « ! الهيئة العامة للرياضة مطالبة اليوم بإجبار الأندية الرياضية على تخصيص (1%) من ميزانياتها السنوية للمسؤولية الاجتماعية، وبما أن تلك الأندية لم تصل بعد لمرحلة جني الأرباح، فالأمر يتطلب جني تلك المخصصات من الميزانيات الغارقة بالملايين. تحويل إدارات المسؤولية الاجتماعية في بعض الأندية الى جمعيات مستقلة لحماية أجور اللاعبين الحاليين وحفظها لهم لمرحلة ما بعد الاعتزال أجدها فكرة قابلة للتنفيذ، وتبني اتحاد كرة القدم تأسيس جمعية خيرية لرعاية اللاعبين المحترفين القدامى والحاليين أيضا فكرة قابلة للتنفيذ، وكل هذه المبادرات قابلة للتنفيذ بشرط التعامل معها بجدية. نحن في مرحلة الملايين المهدرة، فمن يوقف هذا النزيف؟! وعلى المحبة نلتقي،،،