عبر عدد من العلماء والخطباء عن استنكارهم الشديد لقيام الحكومة القطرية بمنع مواطنيها من أداء فريضة الحج وهو ما يعتبر سابقة خطيرة، مشيرين الى أن عودتها للحضن الخليجي هو أسلم الطرق أمام القيادة القطرية وعقلائها. وأبانوا أن موقف قطر يأتي ليؤكد عزمها على تسييس الحج، وسقوط فريتها على المملكة التي كلفها الله بحماية الحرمين الشريفين، والتي عرفت طوال تاريخها بأنها لم تمنع حاجا أو زائرا لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حين تقوم هي بعمل كل ما يعكر صفو أجواء الحج ومحاولة تحويله الى شعارات ودعايات مضلة ومضللة. مزاعم وأباطيل وقال نائب رئيس منتدى أئمة فرنسا وإمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس نور الدين طويل: إن ما تفضل به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله- من تقديم مكرمة ملكية للشعب القطري بالتكفل بنفقة حجاج قطر على نفقته الخاصة، يأتي ليجسد روح التضامن الإسلامي وحسن الجوار الذي ما زالت المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة الحكيمة تحافظ عليه، وفي الوقت نفسه تأتي المكرمة لترد على من يزعم أن المملكة تريد تسييس الحج، وذلك بعد توتر العلاقات بين البلدين وتوسط الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني أحد القيادات القطرية الشعبية لتسهيل وتيسير وصول حجاج قطر إلى الديار المقدسة لأداء المناسك بيسر وسهولة. وأضاف نور الدين طويل: إن المملكة وضعت على عاتقها مسؤولية نجاح الحج وسلامة الحجاج، فالشعب القطري مرحب به، ولكن المبادرة التي قام بها الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني والمكرمة الملكية قوبلتا بالرفض لدى سلطات الدوحة، التي رفضت هبوط طيران السعودية لنقل الحجاج لأداء مناسكهم، وعلى هذا ندين بشدة ونستنكر منع ضيوف الرحمن من أداء الشعيرة العظيمة والتي هي الركن الخامس من أركان الدين الاسلامي. وزاد: إن موقف قطر يأتي ليؤكد على سقوط المزاعم القطرية بتسييس الحج افتراء وزورا على المملكة التي منذ كلفها الله بحماية الحرمين الشريفين، وطوال تاريخها لم تمنع أحدا أراد الحج أو زيارة مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيما تقوم قطر بعمل كل ما يعكر صفو أجواء الحج ومحاولة تحويله الى شعارات ودعايات مضلة ومضللة. وأضاف: بارك الله لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على خدمتهما لضيوف الرحمن. دعم التعاون وأشار نور الدين إلى أن المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وهي تحتل مكانة متميزة بين دول العالم، لا سيما دورها البارز والريادي في المحافل الدولية، ومشاركتها الفعالة وانضمامها للمنظمات الإقليمية والإسلامية والدولية. وأضاف: إن الله تعالى قيض الملك عبدالعزيز وأبناءه الأوفياء من بعده لقيادتها حيث ساهمت في دعم دول العالم حسيا ومعنويا، وذلك من خلال المنظمات والهيئات التي دعت إلى تأسيسها ورعايتها لتقديم الخير للعالم أجمع كمنظمة التعاون الاسلامي والتي تضم (57) دولة ذات غالبية مسلمة، وكذلك رابطة العالم الإسلامي التي تتخذ من مكةالمكرمة مقرا لها، وغيرها من المنظمات والهيئات، وجاء إنشاء هذه المنظمات والهيئات وفق استراتيجية حكيمة لدعم التعاون الإسلامي، ونصرة المتضررين وإعانتهم، وتأتي القضية الفلسطينية في الصدارة، وكذلك قضايا الدول التي ذاقت ويلات الحرب كلبنان والصومال، وإرتريا وأفغانستان، والبوسنة والهرسك، حيث لا تقتصر مساعداتها على الدول المسلمة فقط، بل امتدت إلى غيرها بغض النظر عن الدين عند حدوث الكوارث والنوازل مثل حادثة (تسونامي) التي أصابت دول جنوب شرق آسيا في العام 2004. سابقة خطيرة من جانبه أشار رئيس مجلس علماء باكستان حافظ أشرفي، إلى أن منع حكومة قطر مواطنيها من الحج يعد سابقة خطيرة، يتوجب على الحكومة القطرية أن تتداركها وأن تعود للحضن الخليجي والعربي وتتخلي عن كل مواطن الشبه. وقال أشرفي: إن قيادة المملكة تولي الحج اهتماما كبيرا، وتحرص دائما على نجاحها، وذلك بتسهيل وتيسير سبل راحة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد نبيه عليه الصلاة والسلام من خلال برنامج تشارك فيه القيادة من أعلى مسؤوليها إلى أدناهم. وأبان: المتأمل للحج من كل عام يجد تطورا ملموسا من حيث توسعة الحرمين وتهيئة المشاعر وحسن الاستقبال لضيوف الرحمن الذين يأتون من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، وليذكروا اسم الله عليه بغض النظر عن اللون أو الانتماء، حيث جمعتهم راية التوحيد، بلباس موحد، وبموقف واحد.