يعد الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني ابن وشقيق أميري قطر الأسبقين من الشخصيات النافذة في دولة قطر، ووساطته لدى المملكة لتسهيل مرور الحجاج القطريين من منفذ سلوى البري الحدودي هي وساطة حميدة قدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - فأمر بتسهيل مرور ضيوف الرحمن عبر ذلك المنفذ لأداء فريضتهم الايمانية. وقد شكرت هذه الشخصية النافذة خادم الحرمين الشريفين على موافقته بالسماح لمرور الحجاج القطريين عبر ذلك المنفذ كما قام أيضا على نفقته الخاصة بارسال طائرات سعودية إلى الدوحة لنقل الحجاج إلى مطار جدة، وقبول هذه الوساطة يؤكد عمق الروابط الأخوية القوية التي تجمع ما بين الشعبين الشقيقين، وهي روابط تترسخ في عمق التاريخ ولا يمكن لأي خلافات سياسية أن تؤثر عليها. الخلافات السياسية لا يمكن أن تؤثر بأي شكل من الأشكال على حجم الروابط والوشائج الأسرية بين الشعبين، وقد حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على مصالح الشعب القطري ودعم تلك الروابط والوشائج وتسهيل زيارة القطريين لأقاربهم وحلالهم بالمملكة رغم ما تمر به العلاقات بين البلدين من أزمة بسبب دعم حكام قطر لظاهرة الإرهاب التي تشكل خطرًا داهمًا على دولة قطر وعلى بقية دول الخليج وعلى الدول العربية والإسلامية والصديقة. وتخصيص غرفة عمليات تتولى شؤون القطريين بالمملكة وحل مشاكلهم بطاقم سعودي وتحت إشراف تلك الشخصية القطرية النافذة هو دليل آخر على ما تكنه القيادة الرشيدة بالمملكة للقطريين من محبة وتقدير وحرص شديد على استمرارية العلاقات الوشيجة بين البلدين الشقيقين ودعم مساراتها والحفاظ عليها لما فيه تحقيق المصالح القومية للشعب القطري وعدم الاخلال بها بأي شكل من الأشكال. يهم المملكة تولي جميع طلبات القطريين من حجاج وزوار وأصحاب حلال، وهو اهتمام ليس بمستغرب على القيادة الرشيدة بالمملكة فهي ساعية باستمرار للحفاظ على جوهر العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين ودعمها، والشكر الذي رفعته تلك الشخصية القطرية النافذة للقيادة الرشيدة يدل على تثمينها وتقديرها لما تقوم به المملكة من دعم العلاقات بين البلدين وتنميتها والتمسك بها. صحيح أن الأزمة الخليجية أحدثت شرخا في أوجه العلاقات بين البلدين وهذا ما أرادته الدوحة باستمرارها في ارتكاب أخطائها السياسية الفادحة من خلال دعمها لظاهرة الارهاب بكل أشكال الدعم وألوانه ومسمياته وأهدافه الشريرة ومن خلال ايوائها لرموز إرهابية خطيرة غير أن ذلك لا يعني أن الوشائج الأخوية بين الشعبين الشقيقين تأثرت بتلك الحماقات المرتكبة بل ظلت قوية ومتصاعدة. وستظل المملكة باستمرار محافظة على مبدأ دعم علاقاتها الأخوية مع الشعب القطري والسعي دون تأثر مصالحه القومية بأخطاء ساسته، وسيبقى هذا الشعب محافظا على علاقاته الوشيجة مع أشقائه بالمملكة، وتقدر القيادة الرشيدة وساطة تلك الشخصية النافذة وأهميتها للحفاظ على سلامة وصحة العلاقات الأسرية والأخوية القائمة بين الشعبين السعودي والقطري وأهمية الاحتفاظ بها ودعمها.