الحملة الإعلامية الشعواء التي تقف خلفها إيران وأزلامها في المنطقة، وتؤازرها الدوحة، للأسف، بعد ما اصطفت حكومتها في صف أعداء الخليج وأعداء الأمة، هي في واقع الأمر كما يقول المثل «شنشنة نعرفها من أخزم»، وهو دأب كل أولئك الذين يحاولون مناطحة الصخرة السعودية الراسخة بمواقفها وثبات أقدامها على أرض الحق، حتى صدق فيهم قول أعشى قيس: «كناطحٍ صخرة يوما ليوهنها.. فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل»، وهذه هي شيمة قليلي الحيلة، من باعة الشعارات والمضللين الذين يعتقدون أنهم حين يتمسحون بالإسلام من خلال بعض الفئات التي تريده سنارة لالتقاط مصالحها به لا أكثر ولا أقل، ولا يعنيها بأي حال أن يكون دستور دولة ودستور حياة، فيتوهمون بأنهم سيعبرون من خلال ذلك إلى عقول الجماهير، والتي تجاوزت سن الرشد، منذ أن جربت على مدى أكثر من سبعة عقود كل الشعارات، والدعايات، لتصل بالنتيجة إلى أنها ما كانت أكثر من أذرع استخدمها البعض للوصول إلى السلطة، في الوقت الذي بقيت فيه المملكة منذ توحيدها تحتكم إلى الشريعة الخالدة نظاما ودستور حياة، وفقا لنموذجية الحكم الرشيد الذي يتمسك بأهداب الشريعة، في مواءمة مثالية مع معطيات وتطورات الحياة، مما أثار ضغائن الكثيرين ممن فشلوا في تحديد هوية حكوماتهم، وبالتالي فشلوا في تكريس شرعيتها، ما دفعهم لفتح النار على المملكة، وتدبير المكائد لها، وشراء أو استئجار كل الحناجر الجاهزة للردح مقابل المال، حتى لم يعد لهؤلاء الناس من دور سوى الاستمرار في النباح في ساقة القافلة. غير أن المملكة التي تعرف ما تريد، وأين تريد؟ وماذا تريد؟، وتدرك أن دورها كقبلة للمسلمين، وكمحور ارتكاز لكافة قضاياهم وتطلعاتهم، لم تعد تعنى بمثل هذه الحروب التافهة التي تستخدم من قبيل تخفيف الضغط عما يجري في الداخل الإيراني أو الداخل القطري، وما تتعرض له الفصائل والميليشيات التي تدور في فلكهم من انتكاسات ما عادت تخفى على أحد. وبالتالي على هؤلاء الذين تحالفوا مع حماقاتهم أن يعوا تماما أن البلدان الوازنة، والمحورية، لا تضيرها فبركات الإعلام، ولا التصريحات التي ينفيها أصحابها قبل أن تكتمل احتفالات إعلامهم بها، ولا ذلك النعيق الزائف الذي لا يزيد على نعيق طائر البوم في الخرائب.