عبدالعزيز محمد السعيد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام العلامة فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان فسح الله في أجله على طاعته ومرضاته إمام من أئمة السنة في هذا العصر، في العلم، والورع، والزهد كذا أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا . قضى ما يربو على خمسين عاما في التعليم، والتأليف، والدعوة، والإفتاء، والرد على الأهواء، والدفاع عن الإسلام وحرماته، والنصحية للمسلمين حكاما ومحكومين، وهذه حقيقة يشهد بها المسلمون في أرجاء الأرض من العلماء، وطلاب العلم، وعوام المسلمين، فجزاه الله خيرا، وختم له بمغفرته ورحمته ورضوانه. وبعد هذا أقول: إنه بالأمس، تجرأ بعض الناس على النيل من شخص فضيلته، حين أفتى بحرمة ما قام به بعض المتحمسين من الشباب وغيرهم من التجمع أمام الديوان الملكي، بقصد النصيحة، فأخطؤوا الطريق، فنبّههم فضيلة الشيخ وغيرَهم على ذلك كما هو مقتضى الأدلة الشرعية والمظنون بهم إن شاء الله قبول الحق من أهله، والأخذ بفتوى هذا العالم الجليل. لكن هناك أقوام شغّبوا على فضيلته في وسائل التواصل الاجتماعي، وظنوا أنهم على شيء، وليس الأمر كذلك، منهم من حمله على ذلك الجهل، ومنهم الهوى، ومنهم من هو مغموص عليه في دينه، فضلا عن رغبته في إرادة الخير، وذلك لن يضير فضيلة الشيخ شيئا، وإني لا أظن أن كلام الفقيه الحنبلي الشهير الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي يخطئ هؤلاء، حين قال في كتابه (الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية ص71): (فانظر إلى ما يقع من سفهاء الأنام، ورعاع اللئام، وغوغاء العوام، ومن يعد نفسه بشرا وهو من الأنعام، وما هو إلا على حد قول الأعشى: كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل) قلت: وقبله في هذه المعلقة قوله: ألست منتهيا عن نحت أثلتنا ولست ضائرها ما أطت الإبل وكما قال الآخر: يا ناطح الجبل العالي ليكلمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل وإلى هؤلاء تذكيرا وتعليما لقد خالفتم ما أمرتم به من توقير العلماء واحترامهم. ولقد خالفتم ما أمرتم به من الرجوع إلى أهل العلم. ولقد قلتم ما ليس لكم به علم، ورددتم على أهل العلم، فبأي حجة تلقون ربكم؟ اللهم اهدهم، وردهم إلى الحق، وبارك لهم في العمل، وثبتهم على الحق.