مليونان ونصف المليون من ابناء المستعمرات خاضوا الحربين العالميتين الاولى والثانية؛ دفاعا عن الامبراطورية البريطانية، وقتل الآلاف في ساحة المعركة، ولم تخلد بريطانيا اسماءهم في المناهج الدراسية وكتب التاريخ او حتى الافلام، التي جسدت حروب الامبراطورية، كما غابت اسماؤهم في قوائم المشاركين في الحرب العالمية الثانية؛ رغم ان ابناء المستعمرات لعبوا دورا مهما في انتصارات الحلفاء في تلك الحرب. وتحدثت مجلة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن احدث مثال على ذلك التجاهل، لافتة إلى الفيلم الذي انتجه كريستوفر نولان عن معركة «دنكيرك» احد اشهر معارك الحلفاء ضد المحور؛ اذ لم يظهر فيه ولو جندي واحد من الجنود الهنود، الذين شاركوا فيها تحت راية الامبراطورية. وقالت المجلة: «معظم الجنود الهنود الذين شاركوا في تلك المعركة كانوا من المسلمين وقد تم جلبهم من مناطق مستعمرة الهند البريطانية، التي اصبحت فيما بعد باكستان»، واشار التقرير إلى أنهم كانوا جزءا من وحدات فيلق الخدمة العسكرية في جيش الامبراطورية، وقد تم نقلهم بحرا من بومباي الى مرسيليا في فرنسا. وأوضحت «نيويورك تايمز» أن البريطانيين ما زالوا يحتفلون بانتصاراتهم في الحرب العالمية الثانية؛ مبينة مدى اهتمامهم بالحرب ما دعاهم لطباعة شعار الحرب «الزم الصمت وتقدم للامام» وتلوينه على بطاقات المعايدة واكواب القهوة وغيرها. المجلة لفتت إلى ان التركيز على اظهار بريطانيا وكأنها صمدت وحدها يقلل في بعض الاحيان من حجم المعاناة والألم، الذي تكبدته مناطق كثيرة في العالم، بسبب أن الحرب عند النظر اليها من وجهة نظر شرقية لم تكن سوى حرب بين امبراطوريتين تتناطحان من اجل مصالحهما اكثر من انها امة واحدة تصدت للفاشية. وقالت «نيويورك تايمز»: «ليس هناك مَنْ يجهل ان بريطانيا كانت تعتمد في حروبها على ابناء المستعمرات في الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي، الذين يمدونها بالرجال والمواد الخام، ومثال لذلك، جندت بريطانيا ما لا يقل عن خمسة ملايين من ابناء المستعمرات ألحقتهم بالخدمات العسكرية»، مشيرة إلى «أن بريطانيا لم تخض الحرب العالمية في المستعمرات».