كبرياؤنا هو القناع الذي نرتديه لنظهر فيه بمظهر القوة ونخفي من خلاله ضعفنا. أيها الإنسان أنسيت أنك إنسان ضعيف؟ أنسيت أنك مخلوق من جسد وروح ومشاعر؟ نحن لا نخشى من إظهار مشاعر السعادة والقوة بعكس خوفنا الشديد من إظهار مشاعر الألم والضعف، لماذا نتماسك بالظاهر ونتصارع بالداخل فقط حتى لا نكون أمام الآخرين ضعفاء؟ نحن نقسو على أنفسنا ونظلمها ونحملها ما هو فوق طاقتها فقط لنحافظ على صورة القوة متجاهلين أننا بذلك نجعل آلامنا تترسب مع الوقت فيصبح من الصعب معالجتها، كل ذلك ينعكس علينا في كل شيء نفعله وفي كل شيء نستقبله من حولنا لأننا غارقون في أعماق آلامنا. نحن ملزمون تجاه أنفسنا بأن نعبر ونبوح بمكنوناتنا لنخفف من مخزون الآلام المترسبة نتيجة الكبت، نحتاج أن نعبر عن آلامنا سواء بالبكاء أو الحديث أو الصراخ، أيا كانت الوسيلة فمن حقنا أن نعيش كل لحظة ألم وحزن تمر بنا في وقتها لئلا تتراكم فتصبح صعبا جدا مع الوقت إزالتها. لنكسر قيود الخوف، فلا بأس إن بكينا وتحدثنا عن تلك الآلام فأنا وأنت وجميعنا إنسان.