دأبت الحكومة الرشيدة مرارا وتكرارا على تفعيل إصرارها الثابت لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره ومسمياته وأهدافه الشريرة، وقد حولت هذا الإصرار إلى خطة عمل، ترمي من ورائها اجتثاث ظاهرة الإرهاب من المملكة، والحيلولة دون تمكين الجماعات الإرهابية من تحقيق مخططاتهم الإجرامية المتمحورة في المساس بأمن واستقرار الوطن والنيل من طمأنينة المواطنين وادخال الرعب والفزع في قلوبهم والعبث بالمنشآت العامة والخاصة. هذا الإصرار تكرر في حي المسورة بمدينة العوامية، التابعة لمحافظة القطيف، حيث حاولت الجماعات الإرهابية تخريب منشآت الحي وفرض لغة الموت وتكريسها على أهالي تلك المدينة؛ فكان التصدي لتلك الجماعات لفرض ارادة الحياة والعمل على بناء ما أسفرت عنه تلك الاعتداءات الغاشمة من تخريب وتدمير، ومفردات لغة الحياة هي التي ستبقى مسيطرة في هذا الوطن رغم أنوف الحاقدين والمغرضين ومن في قلوبهم مرض. ولا شك في أن آثار المواجهات بين رجالات الأمن وتلك الجماعات الإرهابية تبدو واضحة على طرفي الطريق المتجه نحو حي المسورة، حيث خاضت الأجهزة الأمنية مع تلك الفئة الضالة معركة شرسة، أسفرت عن انتصار تلك الأجهزة الساحق لتنتصر إرادة الحق على أصوات الباطل والإرهاب، وقد أدت تلك المواجهات كغيرها من المواجهات البطولية إلى سحق أولئك الضالين وإبطال مخططاتهم الإرهابية. لقد تمكن رجالات الأمن الأشاوس من مواجهة تلك الجماعات الإرهابية كعادتهم في التصدي للإرهاب، واستطاعوا- بفضل الله- ثم بفضل ممارسة القبضة الحديدية التي تستخدمها القيادة الرشيدة مع المارقين والخارجين عن الأعراف والقانون، إعادة الأمن لذلك الحي، وانتصار الحق على صوت الضلال، وتضاف تلك المواجهة إلى مواجهات سابقة تمكن فيها أولئك الأبطال من فرض الأمن وسيطرته واخراس أصوات الباطل والجريمة. وستبقى المملكة- بفضل الله- وبفضل قيادتها الرشيدة واحة للأمن والأمان والاستقرار، وستظل العيون الساهرة المتمثلة في رجالات الأمن في حالة يقظة دائمة لمواجهة الإرهاب والتصدي لجماعاته واجتثاث جرائمهم من جذورها، ليبقى الأمن علامة فارقة عرفت بها المملكة، منذ عهد التأسيس وحتى العهد الحاضر الزاهر بين أمم وشعوب الأرض، ولن يتمكن الإرهاب من النيل من هذه العلامة أو العبث بمسلماتها ومقتضياتها. وتخطئ تلك الجماعات الإرهابية في تقدير حساباتها إن ظنت أن بإمكانها بتلك الأفاعيل الإجرامية خدش الحالة الأمنية في المملكة أو المساس بحالة الاستقرار التي يتمتع بها كل مواطن ومقيم على تراب هذه الأرض الطاهرة، فقد ثبت بالدليل القاطع من واقع العمليات الإرهابية السابقة أن الحق هو المنتصر في نهاية المطاف، وأن فرض الأمن هو الغالب دائما، وأن أرض المملكة ستظل تغلي كالمرجل تحت أقدام العابثين والإرهابيين من أولئك الذين باعوا ضمائرهم لشياطينهم وحاولوا العبث بسيادة هذا الوطن واستقراره وأمنه.