تثمين الحكومة الليبية لدور المملكة الفاعل مع أشقائها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لدرء أخطار تلك الظاهرة الشريرة يدل من جديد على مواصلة التأييد العربي من أجل احتواء تلك الظاهرة واجتثاثها من جذورها، وهو تثمين يدل على الرغبة الليبية ورغبة الدول الخليجية والعربية والإسلامية والصديقة في معاضدة مختلف التوجهات المسؤولة لمحاربة تلك الظاهرة ومكافحتها. وقد أصدرت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب قائمة جديدة لمؤسسات إرهابية تدعمها قطر تضم كيانات وأشخاص ليبيين، وهو أمر يستدعي عدم الدخول في أي تفاوض أو تحاور مع الدوحة ما لم يتم القبول بالطلبات العقلانية التي تقدمت بها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لدولة قطر لايقاف دعمها للإرهابيين بأي شكل من أشكال الدعم، والقائمة الجديدة تعطي دليلًا دامغًا على أن الدوحة ماضية في دعم الإرهابيين بكل أشكال ووسائل الدعم. وليس من الأسرار القول إن رموز الإرهاب التي ترعاها الدوحة وتؤويها هي عناصر مرتبطة بشكل جذري ومباشر بأيديولوجيات إرهابية متطرفة تسعى لنشر الفتنة والطائفية والأزمات والحروب لوضع دول مجلس التعاون ودول المنطقة فوق صفيح ساخن والتأثير على أمنها واستقرارها وسيادتها، ودليل ذلك ما يدور في مصر وسوريا والعراق وليبيا من عمليات إرهابية فظيعة. وقطع الدول الأربع لعلاقاتها الدبلوماسية مع قطر يجيء في أعقاب استمرارية الدوحة في دعمها للإرهاب وايواء الإرهابيين والتقارب مع النظام الإيراني المصنف دوليا على أنه منظمة إرهابية والدول الأربع وبقية دول المنطقة حريصة على مصالح الشعب القطري ولكنها لن تتوانى في قطع دابر الإرهابيين ومن يمولهم. لقد وقعت الدوحة بالأحرف الأولى على تعهدها بعدم تمويل الإرهاب ودعمه أثناء القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت بالرياض غير أنها نقضت هذا التعهد قبل أن يجف حبره بما يؤكد أن الدوحة مازالت سادرة في غيها وتعنتها ومراوغاتها السياسية المكشوفة والتملص من تورطها المشهود والمعلن بدعم الحركات الإرهابية في كثير من أمصار وأقطار العالم. تقدير الحكومة الليبية للمملكة على جهودها المثمرة لمكافحة الإرهاب يعطي دليلًا واضحًا على أهمية التكاتف والتعاون والتعاضد لاحتواء ظاهرة خطيرة تعاني المجتمعات البشرية دون استثناء من ويلاتها ومصائبها العديدة، وقد آن الأوان للخلاص من تلك الظاهرة الشريرة واستئصالها من سائر المجتمعات البشرية التي عانت ومازالت تعاني الأمرين من جرائمها وتداعياتها على أمن واستقرار شعوب العالم. ومازالت المملكة تسعى لملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا ومازالت تقف بالمرصاد لكل دولة تدعم الإرهاب بأي شكل من أشكال الدعم، وليس بخافٍ على أحد أن ساسة قطر مازالوا يسبحون ضد التيار ويلعبون بالنار ويغردون خارج السرب الخليجي والعربي والإسلامي والدولي، وهو أمر سوف يدعو العالم لزيادة العزلة حول الدوحة واستهجان ما يقوم به حكامها من دعم لظاهرة يحاربها العالم بأسره.