نتحدث عن الصورة الشعرية كعنصر هام في بناء النص الشعري الموازي الحقيقي، فلا يمكن أن نعتبرها -كما يرى البعض من السطحيين أو من يعرفون بشعراء النظم- من مكملات النص الشعري الترفيهي أو كما يقال (اكسسوار) لمجرد تزيين القصيدة.. فالصورة الشعرية هي كما نوهت عنها في إحدى مقالاتي السابقة «الصورة الشعرية في القصيدة الموازية» و(هي ما يتعلق بإبداع الشعراء في فن القصيدة الشعرية والتي نعرّفهاعلى أنها.. تركيب لغوي يمكّن الشاعر من تقريب معنى عقلي وعاطفي متخيل ليكون المعنى متجليا أمام المتلقي، حتى يتمثله بوضوح ويستمتع بجمالية التصوير، ويعتمد التجسيد والتشخيص والتجريد والمشابهة..) كل ذلك وغيره فيما يعرف بالصور الشعرية أو الصور الفنية التي يجتال بينها الشعراء عقلا وقلبا وروحا لينتجوا للساحة جماليات الشّعِر الموازي بأغراضه المتعددة، كلها تختزل في مبنى واحد يسكننا ومعنى شاسع يسافر بنا.. إنه الوطن.. لكننا مقصرون كشعراء الساحة الموازية في حقه، فَلَو كتبنا -في الحالات العادية- كل مشاعرنا في الوطن شعرا لما كفيناه ولا أوفيناه قليلا من كثيره! فما بالك في الظروف الاستثنائية والتي قد يكون فيها حرف النثر أرهب من الرصاص فكيف بقذائف الشّعِر وهدير المشاعر.. لنبحث أعزائي الشعراء بكل إبداع في هذه الصورة الشعرية الفخمة ونجدد أنفسنا ونكتشف مواهبنا ونرتفع بالوطن. فالوطن صورة شعرية ثرّة بكل معاني الجمال! (مزّة أذن) ما أحقر أن تجد أحدهم وهو ينشر لواعج غرامه وآهات هيامه الصبيانية عند اشتداد الأزمات بأمته ووطنه... «أما صمَتّ يا هذا.... !» عش يا وطن يا مدوّر فالخرايط لا تضيّعك الدروب دوك رسم الشامخة ما ضيّعته دروبنا مهبط الوحي الكريم اللي تباشر به قلوب موئل قلوب البشر كله، يا كيف قلوبنا من ثراها الحر هب الخير للدنيا هبوب فايحٍ بالسلم وإن ضِيّع يعوّد صوبنا