احتفى ما يسمى برئيس اللجان الثورية في اليمن، محمد علي الحوثي يوم الأربعاء الماضي بالتصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع القطري خالد العطية لإحدى القنوات التلفزيونية التركية، والتي كشف خلالها على أن قطر لم تكن راغبة في المشاركة في التحالف من أجل اليمن، وأن بلاده وجدت نفسها مجبرة للانضمام لهذا التحالف، وقال: إن قطر لم تكن يوما داخل اليمن. وإذا ما كانت تصريحات الوزير القطري قد كشفت عن الدور المزدوج الذي لعبته ولا تزال تلعبه قطر، والذي عبر عنه العطية بأن حكومته كانت «مجبرة» مما يعني أن طبيعة الدور الذي دخلت فيه قطر ضمن التحالف بادئ الأمر كان يقتضي رصد انتشار قوات التحالف وتموضعاتها، وتزويد ميليشيات الحوثيين والمخلوع بإحداثياتها، وإلا فما الذي يُجبر قطر على القبول بالمشاركة إن لم يكن هنالك غرض في نفس يعقوب، وقد كشفت سياقات الأحداث الدور المريب لحكومة تميم ووالده، وهو تعاون بين الطرفين يصل إلى مرتبة التحالف كان قد كشفه المخلوع منذ الحروب الستة، ورغم ذلك إلا أن دول التحالف قد أدخلت قطر في صفوفها على أمل أن تتمثل منطق الشرعية، ويستقيم سلوكها السياسي، لكن يبدو أن عقدة قطر في تقمص أدوار الزعامة، كانت أكبر من كل محاولات العلاج بالاحتواء. ونعود لنقول: إنه إذا ما كانت تصريحات العطية قد فضحت كل ذلك، فإن حفاوة الحوثيين بها، ومطالبة قطر بالمضي قدما في ذات الطريق تكشف هي الأخرى عن حجم التناغم ما بين الموقفين، وهو تناغم يستمد محتواه من وحدة الهدف، ووحدة الرسالة، ووحدة المرجعية ربما، حيث يلتقي الحوثي وتميم معا على المورد الإيراني، ويشربان من ذات الساقية، خدمة لأطماع معمميها. ولا يزال لدينا الثقة أن عملية سقوط الأقنعة عن نظام قطر وأدواره المريبة لن يقف عند هذا الحد، حيث يتكشف عبر التقاط ما يصدر عنه ويتردد صداه عند حلفائه الطبيعيين، إما على غرار زلات اللسان، أو على هيئة ردود فعل، وإنما سيمتد حتما ليصل إلى مرحلة انكشاف القرائن. وبزوغ الأدلة لكل ذي عينين، لأن من اعتاد على العمل في الغرف المظلمة سيعميه ضوء الشمس، وأن من رتب سياساته على قاعدة الطعن في الظهر سيسقط في يده بالتأكيد عندما يُلتفتُ إليه قبل أن يتمكن من التخلص من أدوات جريمته، أو يحاول إنكار علاقته بها. قطر.. تمارس بجدارة دور «فراش النار» الذي يحوم حولها جذلا، لكنه سيسقط فيها في النهاية ليحترق بشر أعماله.