تجددت علاقة قطر القديمة مع حزب الله الإرهابي من خلال حلفها مع النظام الإيراني، وأخذت شبكة الجزيرة تدعم الحزب كمدافع عن الإسلام والعروبة ضمن ازدواجية السياسة القطرية المكشوفة التي تخلط السم بالعسل وتدعم الإرهاب بحجج واهية لا يمكن أن تنطلي على أحد، ومن المعروف على مستوى دولي أن حزب الله أضيف إلى قائمة التنظيمات الإرهابية التي تحاربها كافة دول العالم دون استثناء. العلاقات الإيرانية القطرية هي من أمتن العلاقات في منطقة الشرق الأوسط وثمة اتفاقات موقعة بين الدوحةوطهران في مجالات سياسية واقتصادية واستراتيجية على مستويات عالية رغم أن النظام الإيراني يمثل إرهاب الدولة ومازال يصدره إلى العديد من أقطار وأمصار العالم، وقد أدى ذلك إلى فرض العقوبات الدولية على طهران واضافتها إلى قائمة التنظيمات الإرهابية المعروفة. علاقات الدوحة المتجددة مع حزب الله الدموي تتضح من خلال مواقف مشهودة ومعلنة يقف على رأسها تحويل الخسارة الفادحة التي مني بها الحزب عام 2006 لانتصار ساحق، وقد تكفلت الدوحة باعادة اعمار البلدات الجنوبية من لبنان وهي معاقل أساسية للحزب، اضافة إلى أموال طائلة قدمتها له كتعويضات عن خسارته الكبرى التي حولتها الدوحة إلى انتصارات مظفرة. وبتوازن ملحوظ بين العلاقة التي تربط الدوحة بالدولة العبرية ظهرت العلاقة الوثيقة التي تربطها بحزب الله على طريقة الازدواجية السياسية التي يمارسها حكام قطر تدشينا وترسيخا وتبريرا لدعمهم بالمال والإعلام والمواقف السياسية لسائر التنظيمات الارهابية التي مازالت تعيث خرابا وتدميرا في عدد من دول العالم، وتلك الازدواجية تظهر بجلاء من خلال علاقات الدوحة بسائر التنظيمات الارهابية وبرعاتها داخل الدوحة وخارجها. وضمن الادعاءات الفارغة التي أطلقها الإعلام القطري المغرض مزاعم تؤكد أن تحرير الكويت من قبضة صدام جاء بمبادرة أمريكية محضة ولاعلاقة له بالموقف السعودي على عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله -، ويمكن اضافة الزعمين الكاذبين لسلسلة من المزاعم الباطلة التي مازالت الدوحة تمارسها وتروج لها لذر الرماد في العيون وقلب الحقائق واشاعة البلبلة في أذهان الرأي الخليجي والعربي والإسلامي. تلك الازدواجية التي تمارس من قبل الدوحة لن تعفيها من الافلات من الأدلة الدامغة التي تدينها بارتكاب جرائم تمويل التنظيمات الإرهابية وإرهاب الدولة بالمال والإعلام والمواقف السياسية المشهودة، ولن تعفيها من ضرورة تطبيق المطالبات التي تقدمت بها الدول الداعية لمكافحة الارهاب، وهي مطالبات عقلانية ومنطقية أيدتها الدول الكبرى وسائر دول العالم الساعية الى احتواء ظاهرة الإرهاب وتقليم أظافر أصحابها. ممارسة تلك الازدواجية تزج بالدوحة في دائرة عزلة صعبة ليس عن محيطها الخليجي والعربي والإسلامي فحسب بل عن محيطها الدولي، فدول العالم مازالت تستهجن المواقف القطرية وتسخر منها وتطالب الدوحة بالعودة الى تحكيم لغة العقل والتخلص نهائيا من دعمها للتنظيمات الارهابية التي تحاربها دول العالم كافة.