طور باحثون أمريكيون تقنية تساعد على ضبط المزاج وتحسين نفسية مرضى الاكتئاب، مقدمين بذلك بارقة أمل ل350 مليونا من المصابين بالمرض حول العالم. وتعتمد تقنية التحفيز المغناطيسي للدماغ عبر جهاز يسمى «نيور ستار»، على نوع من الذبذبات المغناطيسية تسمى اختصارا (TMS)، ضمن آلية تنتج تيارات كهربائية ضعيفة في منطقة الدماغ، من خلال الحث الكهرومغناطيسي. ويوضح البروفيسور أندرو ليوشتير، وهو باحث في معهد كاليفورنيا، أن التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة جزء من مجموعة كاملة من العلاجات التي تسمى بالعلاجات العصبية. وأضاف: إن التقنية تقوم على حث الطاقة المغناطيسية بشكل متكرر، مما يغير من طريقة عمل المنطقة المستهدفة بالدماغ، ويؤثر على الدماغ كشبكة كاملة. وأظهرت نتائج التجارب تحسن المصابين الذين خضعوا لجلسات العلاج به، وتبعا لذلك أعطيت الموافقة على (TMS) باعتباره علاجا معتمدا للاكتئاب. وقال بوب هولمز وهو شخص يعاني الإجهاد النفسي: «أود أن أوصي بها النوع من العلاج لكل الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، لقد غير هذا الجهاز حياتي، وأنا ممتن لمن طور مثل هذه التقنية والعلاج». وربط أطباء اعتلال الصحة والعجز بالاكتئاب، وهو أحد أكثر المشكلات الصحية التي تؤثر على الأداء والإنتاجية لدى مختلف الشعوب. وتظهر المعلومات، أن ظاهرة الإصابة بمرض الاكتئاب انتشرت نتيجة التعرض لكمٍّ هائلٍ من الضغوط النفسية والعصبية، بصورة تدعو للتوقف والبحث عن حلول، وهذه الظاهرة ليست قاصرة على جيل أو فئة من المجتمع دون أخرى. فالكثير منا معرّض للضغوط النفسية والعصبية ومشاكل الحياة التي تستمر طالما هناك نبض يسري في جسد الشخص، حتى الأطفال الصغار يتعرضون لحالة الاكتئاب بسبب الضغط النفسي الناتج عن معاملة الآباء، أو عن بيئة غير سوية نشأ وترعرع فيها هؤلاء الأطفال، أو عن طريقة معاملة سيئة من زوجة الأب أو زوج الأم، أو من خلال التفرقة في التعامل بين الأبناء. فيشعر أحياناً بعض الأطفال أن آباءهم يفضلون أحد الأبناء عن الآخرين، مما يسبّب لهم حالة نفسية مدمرة ومستمرة، تقودهم في النهاية إلى الإصابة بحالة من الاكتئاب، ومن الملاحظ الآن أن الأجيال الجديدة لديها حالة من العصبية الشديدة في التعامل مع الآخرين، نتيجة أسباب كثيرة وعلى رأسها الضغوط النفسية والعصبية.