ذكر البروفيسور من مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر شيخ إدريس، أن الاكتئاب هو ثاني الأمراض الخطيرة لعام 2020م، ويأتي ذلك تبعا لنتائج الدراسات الأخيرة، مشيرا إلى أنه من أكثر الأمراض انتشارا في الوقت الحالي. وأشار إدريس أن نسبة إصابة النساء السعوديات بالاكتئاب تجاوزت النسب في الدول الأخرى، حيث بينت الدراسات أنه في حين كان عدد الرجال المصابين 33 مصابا، فسيفوقهم النساء ب 66 حالة مصابة، مرجعا ذلك لأسباب عدة، في مقدمتها الظروف الاجتماعية التي تفرض التمييز وهضم الحقوق الأساسية في العيش بحرية، موضحا أن تغير هرمونات المرأة أثناء الدورة الشهرية يلعب دورا كبيرا في شعورها بالاكتئاب، إضافة إلى بنية المرأة وضغوط الحياة التي تتعرض لها كونها ربة أسرة، مما يزيد من قلقها وعدم استقرار نفسيتها. أعراض الاكتئاب ويشير إدريس إلى أهم أعراض الاكتئاب، والتي تتمثل في الأرق والإفراط في النوم واللامبالاة، وتدني مستويات نشاط الفرد بشكل متواصل، إضافة إلى أوجاع الظهر والحزن الدائم، وضعف الذاكرة، والصداع واضطرابات الشهية، وعدم القدرة على مواجهة الصعاب، والقلق والشعور بالذنب، وفقدان الرغبة في ممارسة الجنس، والوساوس والخيالات الوهمية والأفكار غير العقلانية، و قلة الاعتداد بالنفس. وعلل إدريس سبب إدمان الناس للمهدئات وأدوية الاكتئاب، بأن 50% من حالات الاكتئاب تكون مصحوبة بحالات قلق وأرق وتفكير مستمر، فيتناولوها تخفيفا لحدة هذا القلق، مشيرا إلى أهمية هذه المهدئات والاعتماد الكبير عليها في إراحة دماغ المريض ونومه. وينفي إدريس العلاقة بين الانتحار والأدوية والهرمونات، ويقول” إن الاستعداد الوراثي عامل رئيسي في الإصابة بالاكتئاب، خاصة في حالة ثنائي القطب”، مبينا خطورة غياب هذا الأمر عن أذهان الناس، ومشيرا إلى أن تمسك الناس بالعقيدة الصحيحة يحميهم من التطرف في حالاتهم، ويثنيهم عن الممارسات السيئة. عدم انتظام النوم وتشرح داليا( 29 عاما) حالة الاكتئاب التي مرت بها وتقول”بدأت أشعر بالأرق وعدم الانتظام في النوم، وأحزن دائما دون معرفة السبب، وفقدت ثقتي بنفسي وشهيتي في الطعام غير مستقرة”. مضيفة” قمت بقراءة كتب علم النفس، وشعرت بحاجة ماسة لمراجعة الطبيب، خاصة بعد الرهاب الاجتماعي الذي عكسه الاكتئاب على حياتي”. الميل الجيني للاكتئاب وتربط الاختصاصية النفسية زينب الحسن بين الميل الجيني للاكتئاب، الذي تثيره مجموعة من الحوادث، والعوامل التكوينية، كالاكتناز أو الهزال، مبينة أن العوامل الفيسيولوجية من تدني نشاط الغدد والعوامل النفسية والوحدة والعنوسة، تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض. وتضيف” قد يظن البعض أن الاكتئاب نتيجة لأمور غير علمية، كالعين والحسد والمس ويلجؤون للشيوخ أو حتى العرافين والمشعوذين” مستاءة من تدخل الشيوخ في عمل الاختصاصيين النفسيين، بترسيخ فكرة الإصابة بالعين أو إقناعهم بضرورة فك السحر عنهم. كميات مهولة وكشف صيادلة أحد المستشفيات الخاصة بأن أدوية الاكتئاب تصرف بكميات مهولة وبأنواع مختلفة، وبين أطباء تايوانيون بعد تحليلهم لبنية الدماغ عند مرضى الاكتئاب، أنهم يعانون من مرض في الدماغ وشعور دائم بالحزن. وأظهر تحليل التصوير بالرنين المغناطيسي تلف المادة الرمادية بالقشرة الحزامية المسؤولة عن الاستجابات العاطفية والإدراك الاجتماعي. علاج الآباء أولاً ونوهت طالبة علم النفس إيمان مغلق من جامعة تينسي تكنولوجيكال، إلى أهمية علاج الاكتئاب عند الآباء أولا قبل أطفالهم، وذلك عن طريق الجلسات النفسية السلوكية بعيدا عن اللجوء للعقاقير الطبية، وخاصة لمن هم دون سن ال16 عاما، وتقول” إن ازدياد عدد الأطفال المصابين بالاكتئاب ناتج عن شيوع هذا المرض عند أهاليهم”.