ذكرت في المقال السابق ان ايران بالشواهد الكثيرة والمثبتة والتي لا يمكن إنكارها، تعتبر اكبر راع للإرهاب بالعالم، ثم سردت مجموعة من هذه الحقائق التي تثبت ذلك منها تأسيس حزب الله في لبنان، دبلوماسية اقتحام السفارات، خلق ودعم المليشيات الطائفية، دعم تنظيم القاعدة. وقبل الولوج في استكمال بقية الحقائق، انا اميل الى الرأي الذي يقول ان الارهاب يعتبر أحد أدوات السياسة الخارجية الإيرانية، وتبريري لذلك ان ايران لم تتحول بعد من الثورة الى الدولة وما زالت تتعامل بسلوك النظم الثورية. والسلوك السياسي للدول الثورية لا يقوم على تحليل للمصالح السياسية ولغة التكاليف والمنفعة كالعلاقات الخارجية التقليدية، وانما هدفه الاساس ينصب على ترسيخ شرعيته الداخلية وتحقيق طموحاته الثورية. وبالتالي فالسلوك المهدد والمحفوف بالمخاطر على الساحة الدولية بالنسبة لهذه النظم هي «ميزة» تعمل على تعزيز الاستقرار (التماسك) الداخلي. وعليه فايران في هذا الاطار استخدمت السلوك الارهابي المخالف لقيم ومبادئ القانون الدولي لتكوين صورة إيجابية للذات حول إيران المعزولة لتعزيز تماسكها الداخلي. وقد شرحت هذا في مقال سابق لي تحت عنوان «المضمر في الخطاب السياسي الإيراني». حديثي في المقال التالي - مقال اليوم - هو كما ذكرت استكمال لبعض هذه الحقائق التي تثبت تورط ايران بالإرهاب: الامر الخامس تحويل سفاراتها في العالم الى بؤر للتجسس والارهاب وحياكة المؤامرات، يذكر عادل الأسدي، القنصل الإيراني السابق في دبي ان دور السفارات الايرانية في الخارج وخاصة في منطقة الخليج، هي دور استخباراتي أكثر من كونها دورا دبلوماسيا، فهي تعمل على استقطاب العملاء وتجنيدهم ثم تحويلهم الى خلايا إرهابية ببلادهم. وكما يشير عادل الجبير وزير الخارجية «ان تفجيرات الخبر التي كانت في عام 1996 ضد سكن القوات الأمريكية، كان ضابط مراقبة العملية هو الملحق العسكري الإيرانيبالبحرين اللواء شريفي وصانع القنبلة كان ينتمي لحزب الله اللبناني، اما المتفجرات فكانت من وادي البقاع اللبناني وان القادة الثلاثة الأساسيين للعملية هربوا وعاشوا في إيران منذ ذلك الوقت». وهناك سلسلة اخرى من الشواهد تؤكد ذلك بداية من شبكة التجسس في الكويت التي كانت تعمل لحساب الحرس الثوري الإيراني مرورا بشبكة التجسس في البحرين مرورا بقضية التجسس الايراني في الامارات في عام 2011 مرورا كذلك بشبكة التجسس في اليمن 2012 وكذلك شبكة التجسس في السعودية 2013 وغيرها من شبكات التجسس في الدول العربية والاسلامية. وبالتالي فالبعثات الدبلوماسية الايرانية في العالم تحولت من بعثات تعمل على تمثيلها والدفاع عن مصالحها وتسهيل شؤون مواطنيها المقيمين في الدول المضيفة الى بؤر للتجسس والارهاب وحيك المؤامرات. الامر السادس شبكة الاغتيالات، في عام 2013 كشف تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» تؤكد «أن أجهزة المخابرات الإيرانية لديها شبكة مكونة من عشرات آلاف من العناصر المخابراتية لتخطيط عمليات الاغتيالات حول العالم وقمع المعارضين داخل البلاد. وأن هذه الأجهزة السرية للمخابرات الإيرانية تستخدم أكبر وأشد العمليات التجسسية في أنحاء العالم من مخططات للاغتيالات والتفجيرات الإرهابية والحرب السايبرانية». فايران خلال العقود الاربعة الماضية انتهجت سلسلة ممنهجة من الجرائم التي ارتكبتها ضد السفراء والدبلوماسيين، وكذلك ضد الخصوم المعارضين السياسيين. كان آخرها محاولة اغتيال السفير السعودي لدى العراق، ثامر السبهان في 2016 وقبلها في عام 2011 تورطت في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في مدينة كراتشي ومحاولة اغتيال وزير الخارجية عادل الجبير، عندما كان سفيرا للسعودية في واشنطن. في الفترة من 1989-1990 تورطت إيران كذلك في اغتيال 4 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند. وفي العام 1985م كانت محاولة ايران اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، والقائمة تطول. واخيرا فإن نظام ولاية الفقيه بسبب سياسته الثورية، انفق المليارات من الدولارات على التدخلات العسكرية والبلطجة الثورية ودعم الارهاب والمليشيات في دول المنطقة وخلق الخلايا، بينما يعيش شعبه في أسوأ معدلات الفقر والحرمان والتشرد، هناك حوالي 11 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر. اما كان من الاجدر ان تنفق هذه المليارات في التنمية وتأمين حاجة شعوبها الأساسية؟.