تسعى الدوحة قبيل انعقاد القمة الرباعية بالمنامة للبحث لها عن مخرج دولي ينقذها مما هي فيه، فقد زج ساسة قطر بلادهم في بؤرة أزمة صعبة بفعل تعنتهم ورفضهم الاستجابة لمطالب الدول الداعية لمحاربة الإرهاب رغم عقلانية ومنطقية تلك المطالب التي لا علاقة لها بالمساس بالسيادة القطرية وإنما لها علاقة جذرية ومباشرة بالخلاص من ظاهرة الإرهاب وإبعاد دول المنظومة التعاونية عن مخاطرها. ولن تتمكن الدوحة من النجاة والوصول إلى بر الأمان والعودة إلى هويتها الخليجية إلا بإنفاذ تلك المطالب، فقمة المنامة سوف تسفر عن مزيد من العقوبات المؤلمة التي تزداد معها المعاناة، وقد نفد صبر الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ولم يكن بوسعها الوقوف أمام الدعم المالي والسياسي والإعلامي لهذه الظاهرة إلا بالوصول إلى قرار صائب يقضي بإنفاذ المطالب التي تقدمت بها للحيلولة دون تفشي ظاهرة الإرهاب في المنطقة. ليس أمام الدوحة في حالتها تلك إلا الرجوع لقيم البيت الخليجي التي انبثقت في أعقاب إنشاء المنظومة التعاونية الخليجية الداعية إلى نشر الأمن والاستقرار والابتعاد عن التطرف والإرهاب بوصفهما عاملين من عوامل نشر الفتن والاضطراب، والتغريد خارج السرب سوف يلحق أضرارا فادحة بدولة قطر التي لا بد أن ينتهز حكامها الفرصة السانحة لحلحلة الأزمة قبل استفحالها. تمويل الإرهاب تهمة ثبتت أدلتها القاطعة ضد الدوحة ولا سبيل للفرار من الحقائق الدامغة التي تدينها، ولا مجال بعد أن انكشف المستور لأي تصرفات غير مسؤولة تتمحور حول الدعم الميداني المالي والتسليحي لجماعات سياسية تمارس الإرهاب، فما عادت المراوغات المكشوفة التي تمارسها الدوحة تنطلي على أحد بعد غرقها في مستنقع تمويل الإرهاب، فالرجوع إلى الحق فضيلة، وتصحيح الخطأ ممكن لحل الأزمة. التدخلات الخارجية في الأزمة القائمة سوف يقلص فرص الحل المبكر لمشكلة لا بد من حلحلتها داخل البيت الخليجي كما نادت بذلك المملكة وبقية دول مجلس التعاون، وكان بإمكان الدوحة احترام ما بذلته دولة الكويت من جهود لاحتواء ما حدث غير أن المكابرة لا تزال تدور في أذهان ساسة قطر وهذا يعني أن مزيدا من العقوبات سوف تفرض على الدوحة.