قال خبراء أمنيون وإستراتيجيون مصريون «إن الهجوم الإرهابي الأخير على مدينة رفح المصرية والذي أسفر عن مقتل وإصابة 26 من جنود الجيش، يعكس حجم التمويل الضخم للإرهاب في المنطقة العربية؛ إذ تسلح الإرهابيون بعدد ضخم من الأسلحة الحديثة التي تملكها الجيوش»، مشيرين إلى «أن الدم العربي هو الثمن الذي يدفع لمكافحة الإرهاب الإخواني». وطالبوا في حديثهم ل«اليوم» المتورطين في تمويل الجماعات المتطرفة، ومن بينها قطر بضرورة التخلي عن هذا النهج الذي أدى لسقوط عدد كبير من الأبرياء، فضلًا عن انتشار الخراب والدمار. مسلسل الهجمات الإرهابية قال المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء عادل العمدة «إن الجماعات الإرهابية تتمسك بسياسة النفس الطويل، لذا لن يكون حادث رفح الأخير في مسلسل الهجمات الإرهابية نظرًا لتنوّع خطط وأسلوب الإرهابيين، كما أن هذه الجماعات ما زالت تتلقى دعمًا وتمويلًا وغطاءً سياسيًّا من بعض الدول التي ترعى الإرهاب بغية استمرار الفوضى في المنطقة العربية لتحقيق أطماعها»، مشددًا على «أن دولة بعينها تقف وراء هذا الحادث ردًّا على موقف مصر الداعم لمكافحة الإرهاب بالمنطقة بجانب المملكة والإمارات والبحرين». وأضاف العمدة إن نظام إيران الضالع في عدد من الهجمات الإرهابية بالمنطقة العربية شريكة لتلكم الدولة في هذا الهجوم، مؤكدًا أن الرد المصري سيكون قاسيًا وخلال ساعات على كل مَن تسوّل له نفسه استهداف أبناء مصر من رجال الشرطة والجيش والمواطنين. مؤكدًا أن الأسلحة والمتفجرات التي عُثر عليها في موقع الحادث تؤكد أن وراء الهجوم الإرهابي دولًا وأجهزة استخباراتية تملك أنواعًا متطورة في التسليح، كما أن توقيت الهجوم له دلالات مهمة؛ إذ جاء بعد اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب «المملكة والإمارات والبحرين ومصر» ما يعني أنه رد من دولة معروفة على هذه الدول وأنها ماضية في طريقها بدعم الإرهاب. مخططات لتشتيت الأذهان بدوره أوضح الخبير الأمني اللواء عبدالله الوتيدي «أن جماعات التطرف كلها تنصهر في بوتقة واحدة وأن مسميات داعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة هي مخططات لتشتيت الأذهان، وتوصيل رسالة غير حقيقية بأن هناك عدة جماعات بأيديولوجيات مختلفة لكنها في النهاية خرجت من عباءة جماعة الإخوان الإرهابية، وتنفذ أفكارها الشيطانية المغموسة بالدم»، وشدد على «أن من يتتبع طرق تنفيذ الهجمات الإرهابية في مصر وليبيا والعراق وسوريا وملابس وأسلحة العناصر الإرهابية سيجد تشابهًا كبيرًا، ما يؤكد أنها تتبع رأس الأفعى جماعة الإخوان التي تقاتل حتى النفَس الأخير بدعم استخباراتي من دول معادية لتدمير المنطقة العربية». وفيما يخص دعم قطر للإرهاب، أشار الوتيدي «إلى أن قطر تتورط سواء بشكل مباشر عن طريق التمويل المالي أو غير مباشر بتوفير السلاح ومعسكرات التدريب في دعم الإرهاب الذي بات يهدد عددًا كبيرًا من الدول العربية»، مشددا على «أن الدوحة منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي لم تظهر تعاطفًا مع أي ضحية مصرية في الهجمات الإرهابية، ولكنها خصصت منبرها الإعلامي المشبوه المتمثل في قناة الجزيرة للتطاول على الجيش المصري والرئيس السيسي ووصف ثورة 30 يونيو 2013 بالانقلاب، وهي مخططات تعكس التآمر على مصر ومحاولة إسقاطها». وأوضح الوتيدي «بعد تقليص تواجد داعش في العراق وسوريا، وليبيا، بدأوا يبحثون عن مواقع أخرى، فكانت سيناء هي الهدف، ومسرحًا لعملياتهم، لكن الجيش المصري قادر على تجفيف منابع هذه الجماعات المتطرفة واستئصال جذورها التي زرعها تنظيم الإخوان الإرهابي في السنة التي حكم فيها مصر». الحادث لن يؤثر من جانبه يؤكد الخبير الأمني عبدالصمد سكر «أن حادث رفح لن يؤثر على الروح القتالية للجنود المصريين الذين يخوضون منذ أعوام وبثبات حربًا ضروسًا من أجل أمن واستقرار بلادهم»، مشيرًا إلى «أن هذه الهجمات الإرهابية تنفذها دولة بعينها؛ في عدد من الدول العربية تنفيذًا لأجندات خارجية تسعى لتخريب المنطقة، كما تتوهّم هذه الدولة أنه في حال حفاظها على ولائها لتلك الدول المعادية ستضمن موقعها في السلطة». وفي سياق اتهام الدوحة بدعم وتمويل جماعة الإخوان، أوضح سكر «أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية استغل الدعم القطري بغسل أدمغة عدد من الشباب العربي وجنّدهم لتنفيذ هجمات إرهابية، وللأسف معظم المتورطين في الإرهاب من الشباب ومن كافة الدول». وانتقد سكر ما وصفه بسياسة «الاحتواء المزودج» التي تطبّقها أمريكا وبريطانيا عن طريق إبرام التحالفات الدولية؛ مع كافة الأطراف لتحقيق مكاسب في المنطقة، دون النظر لتقييم الأزمات ووضعها في إطارها الصحيح.