تواصل القوات العراقية خوض معاركها لطرد تنظيم داعش من آخر مواقعه في المدينة القديمة بغرب الموصل، حيث لا يزال نحو 20 ألف مدني عالقين وسط ظروف «خطيرة جدا»، بحسب ما أعلنت الأممالمتحدة. وقالت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراندي لوكالة فرانس برس: إن «تقديرنا في المرحلة الحالية أنه في آخر جيوب المدينة القديمة، قد يوجد ما يقارب 15 ألف مدني، واحتمال أن يكونوا عشرين ألفا». وأضافت إن «هؤلاء العالقين في تلك الجيوب، هم في حالة يرثى لها. نرى صورا مزعجة جدا لأشخاص حرموا من الطعام لفترات طويلة، يبدون في حالة ضعف شديد». وتابعت: «هم في خطر كبير جراء القصف ونيران المدفعية المتبادلة. المقاتلون من تنظيم داعش الذين ما زالوا هناك يستهدفون المدنيين بشكل مباشر إذا حاولوا المغادرة». وأسفرت المعارك عن نزوح ما يقارب 915 ألف شخص من منازلهم في الموصل، ولا يزال نحو 700 ألف منهم نازحون حاليا. وقالت المنسقة الأممية «لقد تخطينا عتبة السيناريو الأسوأ منذ أكثر من شهر. الأضرار الناجمة عن المعارك في غرب الموصل، وتكلفة معالجتها، ضخمة جدا. وأشارت غراندي إلى أن «هناك 44 حيا سكنيا في غرب الموصل. ستة منها دمرت بالكامل تقريبا 22 حيا بشكل متوسط، و16 بشكل طفيف». واستنادا إلى تقييم أولي، فإن المرحلة الأولى من «الاستقرار» في غرب الموصل، التي تشمل الخدمات الأساسية والبنى التحتية والإسكان والتعليم ومراكز الشرطة، ستكلف 707 ملايين دولار. من جانبها، قالت منظمة أطباء بلا حدود امس الأول، إن سكان الموصل تعرضوا لمعاناة هائلة في القتال لاستعادة المدينة من تنظيم داعش، وإن حالات الصدمة بين المدنيين تتزايد بشدة في المراحل الأخيرة من المعركة. وقال مسؤولو المنظمة إن المدنيين، الذين تمكنوا من الحصول على رعاية طبية يعانون من حروق وإصابات من شظايا وانفجارات في حين يحتاج العديد من النساء والأطفال للخضوع للرعاية الخاصة بالحالات الحرجة ويعانون من سوء التغذية.