يعتبر مصنع قيطان لصناعة وحياكة المستلزمات الطبية بالمنطقة الشرقية الأول من نوعه في المنطقة الشرقية لذوي الإعاقة السمعية من النساء، ويأتي ضمن برامج خدمة المجتمع المقدمة من «أرامكو السعودية». ولم يتوقف العطاء لهذا المشروع على الإمدادات المالية، وإنما شملت التعاون مع الجهات المساهمة الأخرى، حيث كان لهم دور هام وكبير في معالجة المشكلات العارضة التي قد تُعيق تقدم ونجاح هذا المشروع الوطني بامتياز. تقول مديرة مركز قيطان سهى البصراوي: فخورة بالعمل مع البنات من ذوات الإعاقة السمعية، فقد تعلَّمت منهن الصبر وأسلوب تواصل جديد، لقد كان الأمر صعبًا في البداية، حيث التعامل مع أشخاص من خلفيات ثقافية ومستويات تعليمية مختلفة عن بعضها البعض». وواجهت المشروع بعض التحديات التي تمثَّلت في صعوبة اقناع البعض بأهمية العمل واكتساب الرزق بطريقة تكفل لهن الاحترام الذاتي وخدمة المجتمع، والعمل على تطوير مهارات التواصل واختراق الحواجز العاطفية والنفسية، إذ ترتفع الحساسية لدى ذوي الإعاقة؛ نظرًا لعدم تلقيهن التعليم الكافي لزيادة تقدير الذات والثقة بالنفس، وكذلك كيفية التعامل مع عدة مستويات متباينة من ضعف السمع إلى الصمم الكامل، وبين مستخدمات لسماعة وأخريات بمشكلات صحية متنوِّعة، وأخيرًا إيجاد سوق سعودي يثق في جودة الإنتاج واتباع خطط تسويقية احترافية. وكان من أولويات البدء في تنفيذ المشروع، وضع خطة التدريب والتطوير، وذلك عن طريق انخراط الموظفات في دورات للخياطة والتطريز على أيدي متمرسات واختصاصيات في التعامل مع ذوي الإعاقة، وتم تقسيم الدورات إلى قسمين: المهارات التقنية والمهارات الناعمة. وتشمل المهارات التقنية خطوط الإنتاج وكيفية الخياطة، والقص والتطريز، واستعمال الآلات الحديثة، حيث تتعلَّم فيها الموظفة استعمال ماكينة الخياطة في خط مستقيم، ثم لخياطة مربع، في حين تشمل المهارات الناعمة دورات في إدارة الوقت والاسعافات الأولية والتواصل الفاعل. والمفاجأة أن الموظفات من ذوات الإعاقة قد أكملن مراحل التدريب قبل انتهاء المدة المحددة لذلك، الأمر الذي أتاح بدء تشغيل خط الإنتاج قبل الموعد المحدَّد للانطلاق. ولتسهيل المخاطبات، ادخلت الإدارة نظام التوجيهات بالإضاءة متعددة الألوان، وأصبح لكل خبر أو توجيه إداري إشارة ضوئية معينة، تُستخدم أيضًا للإحاطة بوجود زوار في المصنع، أو في حالات الحريق أو للإبلاغ عن الإصابات أو في حالة ضرورة مغادرة المبنى لأي سبب طارئ. ويضم الفريق الإداري عشر موظفات، من بينهن مترجمة ومسؤولة جودة، ومن الجميل أن هناء الغامدي تجيد لغة الصم، فتعمل أيضًا كمترجمة إشارة.