قاعدة قرآنية كريمة، وسنة كونية بأن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فمَن مكر، مكره عائدٌ إليه،، ومن خدع الناس خُدعَ، ومن احتال اُحتيل عليه، والجزاء من جنس العمل.. «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين». هذه الآية الكريمة لا تنطبق على الأفراد فقط، بل تنطبق أيضاً على بعض الدول، فكل مَن يمكر يعود عليه مكره فقد نزلت هذه الآية تحذيراً للماكرين المستغلين حسن النية والله عالم بالخبايا. ووعد تبارك وتعالى مَن يمكر بالآخرين بأنه سبحانه بقدرته وجلاله هو مَن سيتولى التعامل المباشر معهم، والنصر سيكون بإذن الله لمن مُكر بهم، هذا وعد من الله. فرعون مكر بقوم موسى وقتل أبناءهم، فمكر الله به ورُبي موسى في بيته، وقصته أكبر مثال على مكر الله، غرق في البحر ونجا موسى وقومه. «فمن نكث فإنما ينكث على نفسه»، «وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ». فهل ينتظر الماكرون إلا العذاب الذي نزل بأمثالهم الذين سبقوهم، فلن تجد لطريقة الله تبديلاً، ولا تحويلاً، فلا يستطيع أحد أن يُبَدِّل، ولا أن يُحَوِّل العذاب عن نفسه أو غيره. مكر إخوة يوسف بأخيهم، فماذا كانت العاقبة؟: «وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ». «وقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ». تاب إخوة يوسف لكن بعد أن آذوا أباهم، وأخاهم، بأنواع من الأذى، فعاد مكرهم على غير مرادهم، وفاز يوسف عليه السلام بالعاقبة الحسنة. ثم هذا أبو جهل خطط لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج لبدر مزمجرا، فرُمي في قليب بدر. وعاقب الله سبحانه من احتال على الصيد المحرم بأن مسخهم قردة وخنازير، وعاقب من احتال على أكل أموال الناس بالربا بأن يمحق الله الربا، ويربي الصدقات، فمحق مال المرابي. هذه هي سنة الله سبحانه وتعالى في أهل المكر السيئ، أن يرتد إليهم تدبيرهم، وعلى الباغي تدور الدوائر.