وسط تشاؤم عام في الخليج بسبب الموقف القطري المتعنت حتى الساعات الأخيرة لانتهاء مهلة العشرة أيام. تفاجأ الخليجيون بتمديد المهلة يومين آخرين- بدآ أمس الإثنين- بناء على طلب أمير الكويت. وأرجع المراقبون الرفض القطري لتعنتها السابق والمماطلة في ردها على المطالب الخليجية العربية، واستقوائها بإيران ودول من خارج المنظومة الخليجية العربية، خاصة بعد إذاعة تصريحات لوزير دفاع قطر خالد العطية بالقول: «إن بلاده مستعدة للدفاع عن نفسها أمام الدول المقاطعة إذا لزم الأمر»، وكان تصريحاً تعوزه الكياسة والواقعية وينذر بشؤم. لأن الواقع يثبت أن قطر، أنى كان حلفاؤها، غير قادرة على الدفاع عن أي موقف يتضاد مع استقرار الخليج وأمن مواطنيه. وقدمت قطر للوسيط الكويتي الاثنين ردها الرسمي على مطالب الدول المقاطعة لها لإعادة العلاقات معها بعد ما قررت هذه الدول تمديد المهلة الممنوحة للامارة الخليجية ليومين إضافيين بدآ أمس، بناء على طلب الكويت، محذرة من ان البديل عن الحل «عسير» على كل أطراف الأزمة، فيما أجرى الرئيس الأمريكي اتصالا هاتفيا بقادة الخليج لمناقشة الأزمة، ليغرد بعد اتصاله بخادم الحرمين الشريفين على تويتر قائلا: «إن هناك أموراً مهمة تحصل». من جهتها لم تحدد الدول العقوبات الإضافية التي قد تفرضها على الدوحة لكن مصرفيين في المنطقة يعتقدون أن البنوك السعودية والإماراتية والبحرينية قد تتلقى توجيهات رسمية بسحب ودائع وقروض ما بين البنوك من قطر، وهذا يعني ضربة قاصمة لقطر أشد من تلبية المطالب. وقالت مصر: «إن وزراء خارجية المملكة والإمارات والبحرين ومصر سيجتمعون في القاهرة الأربعاء، لبحث الخطوة التالية في التعامل مع الدوحة دون الكشف عن تفاصيل أخرى». دون تفاصيل ذكرت وسائل الإعلام الكويتية أن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت تلقى ردا من قطر على المطالب إلا أنها لم تذكر تفاصيل. وجاء تسليم الرد القطري خلال زيارة لوزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى الكويت التقى خلالها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي يتوسط منذ أسابيع لإنهاء الازمة الدبلوماسية المتفاقمة. وعلى الرغم من أن الشيخ صباح يبدو أنه يشعر بالحرج لأن قطر لم تلب مطالب سابقة تعهدت بتنفيذها عام 2014، بوساطة منه، إلا أنه بدأ وساطته الراهنة لينقذ قطر أولاً، وليعيدها إلى السرب ويغلق أبواب الفتن. ومع انتهاء المهلة السابقة مساء الأحد والتي حددتها المملكة والإمارات والبحرين ومصر، أعلنت قطر انها ستقدم ردها على المطالب ال13 في رسالة خطية يسلمها الوزير الى أمير الكويت. وطلبت الكويت اثر ذلك من المملكة وبقية دول المقاطعة تمديد المهلة 48 ساعة. وفي وقت لاحق أعلنت الدول الأربع في بيان مشترك موافقتها، مؤكدة انها ستدرس رد الحكومة القطرية و«تقيم تجاوبها مع قائمة المطالب كاملة». اتصالات ترامب شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على «ضرورة وقف تمويل الارهاب وتقويض الايديولوجيات المتطرفة» في اتصالات هاتفية أجراها مع قادة المملكة والإمارات بحسب ما ورد في بيان للبيت الأبيض. وأعرب ترامب في اتصالات هاتفية مع كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد ابوظبي الامير محمد بن زايد آل نهيان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن «قلقه حيال الازمة بين قطر وبعض جيرانها الخليجيين والعرب». كذلك شدد الرئيس الأمريكي -الذي سبق وأن اتهم قطر بدعم وتمويل الارهاب- على أهمية «الوحدة» في المنطقة من أجل تحقيق أهداف القمة الإسلامية الأمريكية التي استضافتها الرياض في مايو، ولا سيما «القضاء على الارهاب وارساء الاستقرار». وتابع البيت الأبيض: «الرئيس ترامب يعتقد أن الهدف الرئيسي لمبادرته هو وقف تمويل الإرهاب». وقال ترامب، الاثنين: «إن هناك أموراً مهمة تحصل»، وذلك عقب اتصاله بخادم الحرمين الشريفين. وأضاف ترامب، في تغريدات على حسابه في تويتر: «اتصلت بالملك سلمان أمس وتباحثنا حول السلام في الشرق الأوسط». وفي تغريدة أخرى قال الرئيس الأمريكي: إنه يعتزم الحديث مع مسؤولين من ألمانيا وفرنسا في وقت لاحق، من دون أن يقدم المزيد من التفاصيل. وكانت الدول الأربع قطعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر في الخامس من يونيو بسبب تجاهل قطر تعهداتها، واستمرارها بدعم الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأربع الداخلية والتقارب مع إيران . جولة ألمانية من جهته بدأ وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل جولة في عدد من دول الخليج، فيما دعا قبيل بدء جولته جميع أطراف الأزمة إلى حوار جاد. وسعت دول الخليج في محاولة أولى عام 2014 لإعادة قطر إلى كنف سياسات مجلس التعاون الخليجي، خصوصا في ظل استقبال الدوحة شخصيات مرفوضة من هذه الدول وبينهم عناصر في جماعة الإخوان المسلمين. حينها قطعت العلاقات مع الدوحة لكنها سرعان ما أعيدت غداة قمة في الرياض تعهد خلالها أمير قطر العمل على إبعاد شخصيات والحد من تحريض قناة الجزيرة على الاضطرابات والفتن في الدول العربية. بدوره قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش في تغريدة: إن تمديد مهلة الرد الممنوحة لقطر فرصة للمراجعة وحسن التدبير عند الشقيق، داعيا القيادة القطرية الى اعتماد الحكمة. وحذر من أن البديل عسير علينا جميعا.