حين تشاهد اللبن والزبادي التركي يأخذ حيزه في أسواق قطر، وتجد الزعفران والفواكه والسلال الغذائية الإيرانية بجانبها، وحين تسمع تطمينات وثقة المسؤول القطري بأن الأمور لم تتأثر، وترى مسؤولين قطريين يتوجهون إلى أنحاء العالم طيرانا. سيدرك المواطن القطري ويتأكد العالم أن كلمة حصار لا وجود لها وإنما هي عبثيات لغوية يمططها الساسة المُوجهون ليظهِروا المشهد على غير ما هو عليه، وعلى القطري البصير أن يستوعب مفهوم وسبب وخلفيات ومعنى قطع العلاقات السياسية وتحقيق سيادة دولة في اجراء وحدث سياسي. الحصار الحقيقي هو الذي تكابده قطر العزيزة ويعانيه شعبها من أذناب التخريب والإفساد والإرهاب.الذين يستغلون أرض العزيزة قطر وأهلها ومدخراتها وثرواتها لتحقيق مآرب التشويه والترهيب والتدمير باسم القطريين. لو تساءل القطري المخلص لبلاده وأمته لِم كل هذه الحشود الغوغائية..والوافدون..والحركات..والأحزاب الدخيلة.. لِم كل هذا ببلادي؟ لو سأل لِم هؤلاء المسمّون«بالإخوان» وهم ليسوا اخوان خير وصلاح لِم هم على أرض بلادي ويتركون بلادهم ويجتمعون بيننا وعلى خيراتنا؟ ولِم حركة المقاومة تلك لا تذهب وتقاوم في بلادها فما دخل قطر.. وما تلك القاعدة التركية..وهذا الحشد الإيراني؟ لو تساءل ماذا لدى قطر لتطمع به المملكة أو تتجنى عليها.. لو تساءل ما حكاية التسجيلات والأخبار التي وضعت قطر في دائرة تأكيد التهم..أين الردود الرسمية..وما تلك البكائيات ؟ولو تساءل لماذا نشرت تلك التسجيلات الآن وهي منذ زمن.. وعرف ان حكمة المملكة وصبر الدول الاخرى كان سترا وما اظهرها الا استفحال الامر على المكشوف وخيانة العهود ونفاد الصبر. صدقا.. تألمت كثيرا حين اطلعت على ما جاءت به بعض الصحف الإيرانية حين اتهمت تركيا بسرقة السوق القطري.. عرفت حقيقة أن من خرج عن داره سيقل مقداره.. هكذا غدت وبدت قطر صيدا ثمينا لبلاد العجم التي تحقر وتستصغر العرق العربي وقيمة العرب. تألمت كثيرا حين تُرك الغرباء المرتزقة ليعبّروا في قطر وينفثوا أحقادهم الدفينة تجاه بلاد الحرمين نصرة لأطماعهم ومصالحهم. مؤكد أن صدمة قطع العلاقات مزعجة ومؤثرة لكن ما لا يعلمه القطريون أن آثار قطع العلاقات ستكون أعظم على كافة المستويات.. وكل حصيف قطري سيستشعر أن قطر محتلة حينها.. فهل قطر خلت من الحكمة والحكماء.