يبرز إسقاط الامريكيين غير المسبوق لطائرة لجيش الأسد سرعة تبدل دينامية الحرب الدائرة في سوريا منذ ست سنوات، بعد تعزيز الرئيس الامريكي دونالد ترامب صلاحيات عسكرية في ساحة المعركة. وشددت الولاياتالمتحدة الاثنين على أنها لا تريد دورا أكبر في سوريا بل تسعى فحسب للقضاء على تنظيم داعش، لكن حادث نهاية الاسبوع يبرز حدود قدرة الامريكيين على البقاء خارج الميدان. قال البيت الأبيض أمس: «إن قوات التحالف التي تقاتل تنظيم داعش في سوريا تحتفظ بحق الدفاع عن النفس»، وذلك في وقت حذرت فيه روسيا من أنها ستعتبر أي طائرات للتحالف تحلق في منطقة عملياتها أهدافا محتملة. وتصاعد التوتر الأحد الماضي بعد أن أسقط الجيش الأمريكي طائرة عسكرية للنظام قرب الرقة بعد ما نفذت عمليات قصف قرب قوات متحالفة مع الولاياتالمتحدة على الأرض وذلك في تحرك هو الأول من نوعه من جانب واشنطن في الأزمة السورية. فيما كانت تلك أول مرة تسقط فيها القوات الجوية الأمريكية طائرة بطيار منذ مايو 1999. وفي خطوة ستؤجج التوتر بين واشنطن وموسكو أوضحت روسيا أنها ستغير وضعها العسكري ردا على إسقاط الولاياتالمتحدة للطائرة. وردت واشنطن بقولها: «سنفعل كل ما بوسعنا لحماية مصالحنا». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر: «تصاعد القتال فيما بين الفصائل الكثيرة التي تنشط في هذه المنطقة لا يفيد أحدا. وينبغي للنظام السوري وللآخرين في النظام أن يدركوا أننا سنحتفظ بحق الدفاع عن النفس لقوات التحالف المناهض لتنظيم داعش». وأعلن الجيش الأمريكي أنه سيغير مواقع طائراته فوق سوريا لضمان سلامة الطواقم الجوية الأمريكية التي تستهدف التنظيم. وقال البيت الأبيض: إن الولاياتالمتحدة ستعمل لإبقاء خطوط الاتصالات مفتوحة مع روسيا في ظل التوترات الجديدة. وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد: إن الولاياتالمتحدة تعمل على استعادة خط اتصال مع روسيا بشأن مناطق «عدم الاشتباك» في سوريا والذي يستهدف تفادي وقوع حوادث عرضية فوق سوريا. وذكر دانفورد أنه لا تزال هناك اتصالات بين مركز للعمليات الجوية الأمريكية في قطر والقوات الروسية على الأرض في سوريا، وأضاف: «سنعمل على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري في الساعات المقبلة لإعادة العمل بمناطق عدم الاشتباك». وأصدرت القيادة المركزية الأمريكية بيانا قالت فيه: «إن الطائرة المقاتلة كانت تسقط قنابل قرب قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولاياتالمتحدة في مسعاها لطرد تنظيم داعش من الرقة». وأضافت: إن إسقاط الطائرة كان «دفاعا جماعيا عن النفس» وأن التحالف تواصل مع السلطات الروسية عبر الهاتف من خلال خط «عدم الاشتباك من أجل تهدئة الوضع ووقف إطلاق النار». ومما زاد التوتر إطلاق إيران الحليف الآخر للنظام صواريخ على أهداف لتنظيم داعش في شرق سوريا الأحد في ضربة اعتبرت استعراضا للقوة العسكرية في منطقة بسوريا تعتبرها دمشق وحلفاؤها أولوية قصوى.