ضيفنا في هذه السطور نجم شق طريقه للنجومية منذ الصغر، لعب مع الفريق الأول لكرة القدم بناديه وهو في فئة الشباب وصعد معه إلى الدوري الممتاز، مثّل المنتخب السعودي في الشباب والأولمبي والأول، حقق لقب هداف آسيا للشباب مع المنتخب، وشكّل في المنتخب الأولمبي ثنائيًا باهرًا مع اللاعب عبيد الدوسري، وكان أحد أهم عناصر فريق الروضة والمنتخب السعودي في ذلك الوقت، لكنه ترك الكرة سريعًا لارتباطه بعمله وعائلته، إنه اللاعب الدولي ناصر بن محمد القحطاني. * كيف كانت بدايتك الرياضية؟ * بدايتي الرياضية كأي لاعب كانت من المدرسة أولاً ثم الحواري مع فريق كاظمة بالرقيقة بالهفوف أحد أعرق فرق الحواري في الأحساء، ومن فريق كاظمة إلى شباب نادي الروضة. * هل أنت نادم على تسجيلك بنادي الروضة؟ * أبدًا لم أندم بتسجيلي لنادي الروضة، فالمسألة في الروضة ليست رياضية وكرة قدم فقط، بل هي علاقة اجتماعية وثقافية ربطتني بنادي الروضة وأهل الجشة، فأنا اعتزلت منذ سنوات طويلة وما زلت على علاقة وتواصل مع نادي الروضة وأهل الجشة. * هل تذكر أول مدرب تدربت على يديه؟ * تدربت على يد المدرب المصري منير جرجس والمعروف بالليوي، فهو لم يكتشفني فقد كنت موهوبًا بفضل الله، لكنه هو مَنْ وجهني وساعدني على البروز. * ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في الذهاب والعودة من الهفوف للجشة؟ * كنت أعاني في ذهابي للنادي والعودة منه، مع صعوبة التنقلات في تلك الفترة، فأنا موظف في شركة أرامكو السعودية ويبدأ دوامي من الساعة السابعة حتى الساعة الرابعة ثم يتوجب عليّ الذهاب للنادي، الذي يبعد عن الهفوف بمسافة بعيدة جدًا، فكنت أنا مع أحد الأصدقاء نلعب في الروضة وكنا نشعر بتعب لكن مَنْ يحب شيئًا يصبر على كل الأمور، التي تعيقه من أجل ما يحب. * ما الرقم الذي تحب أن ترتديه على قميص الروضة أو المنتخب؟ * أحب الرقم 9 وذلك لإعجابي الكبير بماجد عبدالله وأتيت للنادي وكان هذا الرقم شاغرًا فارتديته، وكذلك أحب الرقم 15 لمعرفة الجمهور السعودي عامة ليّ عن طريق هذا الرقم لارتدائي له في المنتخب السعودي. * ماذا عن حب جمهور الروضة لك شخصيًا؟ * علاقتي مع جمهور الروضة الخلوق كبيرة، فهو جمهور مميز بفنه وإخلاصه وحبه ومؤازرته للفريق في الحل والترحال، وهو يعتبر الرقم الأول بالنسبة لناصر القحطاني فهو الوقود الحقيقي ليّ ولبقية اللاعبين، فهذا الجمهور هو مَنْ قادني لتحقيق الإنجازات مع النادي، فتشجيعهم لي ولزملائي اللاعبين كان سببًا في حبي لهذا النادي بشكل خاص ولأهل الجشة بشكل عام. * هل تذكر أبرز اللاعبين الذين لعبت معهم في الروضة وهل ما زلت تتواصل معهم؟ * بكل تأكيد؛ أذكرهم وأتواصل معهم بشكل مستمر، مثل: جميل الوسمي وعادل الوسمي ومبارك الخليفة وصالح النشمي وبندر الدخيل وفوزي الوسمي وعلي سلمان وحسن الخليف ولطفي جبارة وجمال الربيع وبسام الرشيد ومحمد العيد ويوسف القصيمي، وغيرهم الكثير فليعذرني مَنْ لم أذكر اسمه هنا في هذا الحوار، فالجميع له معزة كبيرة في قلبي. * ما أجمل الذكريات، التي ما زلت تحملها لهذا النادي؟ * كل مراحل اللعب في النادي اعتبرها من أجمل الذكريات، فأنا انضممت للفريق وهو في الدوري الممتاز عام 1414ه، حيث كنت في فريق الشباب بالنادي لكنني ألعب مع الفريق الأول مع صغر سني، أما الذكرى الأجمل فهي صعودنا من جديد للدوري الممتاز عام 1415ه، فهذه أجمل الذكريات، بالإضافة إلى أنه تم اختياري للمنتخب السعودي فئة الشباب وأنا أحد لاعبي الروضة، فهذه الذكريات لا يمكن أن أنساها وما زلت أحملها لنادي الروضة. * ما أفضل وأسوأ مباراة لعبتها؟ * ليست مباراة واحدة هي الأفضل بالنسبة إليّ، فهناك مباراة النصر الشهيرة بالهدف القضية كانت من أبرز المباريات التي لعبتها، وكذلك مباراة الأهلي ومباراة الشباب في نفس العام، وأسوأ مباراة لعبتها هي مباراة الخليج، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق. * ما أفضل مرحلة فرح عشتها مع الفريق؟ * بكل تأكيد هي مرحلة الصعود إلى الدوري الممتاز، فقد عشتها وشعرت بما يشعر به الناجحون. * ما الفرق بين جيلكم والجيل الحالي؟ * الفرق كبير جداً، فالجيل السابق كان غالبيته موهوبًا ولديه طموح مع الإمكانات القليلة، فكان اللاعب في السابق يلعب للشعار وحب النادي المنتمي إليه وعشقه للكرة، الذي أكسبه الانضباط والمستوى المتميز، أما الجيل الحالي فاختلف كثيرًا عن سابقه لكونه يلعب من أجل المادة والبحث عن الشهرة، فالجيل الجديد مع كثرة الإمكانات إلا أن الطموح في مجال كرة القدم لديهم قليل، بالإضافة لندرة اللاعب الموهوب، فبعض الفرق لا يوجد فيها لاعب موهوب فتكون موهبتهم مكتسبة وليست كالسابقين الذين كانت موهبتهم بالفطرة، ولا يفهم من كلامي أن الجيل الحالي لا يحبون الوطن أو أنهم لا يخلصون في لعبهم للمنتخب بشعار الوطن بالعكس، لكن أتحدث عن الفرق بين الجيلين بالنسبة لتواجدهم في أنديتهم. * لماذا اعتزلت لعب كرة القدم؟ وهل قدمت لك الكرة الشهرة؟ * العمل كان أحد أهم الأسباب التي جعلتني أترك لعب كرة القدم، بالإضافة لظروفي العائلية مع الرغم من مقدرتي على العطاء وعمري حينها لم يتجاوز ال 28 سنة، فمعظم الطموح تمركز في سبع سنوات، فكانت أول سنة لعبتها مع فريق الروضة دون انقطاع، أما السنوات الستة الأخرى فكانت بين الفريق والمنتخب، فمنذ عام 92م إلى عام 98م كنت أخدم الوطن عن طريق المنتخب بين منتخب الشباب والأولمبي والأول، وخلال تلك السنوات قدمت فيها للرياضة السعودية الجهد والتعب والتضحية، وقدمت الرياضة ليّ الشهرة والعلاقة والمعرفة وحب الجماهير. * حدثنا عن انضمامك للمنتخب السعودي للشباب وحصولك على لقب هداف آسيا، وهل للروضة دور في ذلك؟ * لولا الله ثم نادي الروضة لما وصلت إلى المنتخب ولما وصلت إلى ما وصلت إليه، فكان انضمامي للمنتخب نقلة نوعية بالنسبة ليّ، فالانضمام للمنتخب شرف غالٍ لأي لاعب، وأتمنى أن أكون قد قدمت ولو شيئًا بسيطا لهذا البلد الغالي، فقد تلقيت مكالمة من مكتب رعاية الشباب آنذاك يخبرونني فيها باختياري لمنتخب الشباب فعشت مرحلة من الفرح والسرور لا يمكن وصفها، ولعبت أول مباراة مع المنتخب في التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا للشباب، التي أقيمت في الطائف، ومنها تأهلنا إلى بطولة كأس آسيا في الإمارات العربية المتحدة، أما بالنسبة لحصولي على لقب الهداف، فكان الدور الأكبر بعد فضل الله هو مساعدة زملائي اللاعبين وكان شرفًا أن أحصل على هذا اللقب. * رأيناك في ثنائي مثير مع عبيد الدوسري في تصفيات أتلانتا 96 حدثنا عن هذا الثنائي؟ * في هذه التصفيات بالتحديد لم أوفق في إحراز أي هدف لكنني شكلت ثنائيًا مع زميلي في المنتخب عبيد الدوسري، وصنعت له ثلاثة أهداف أحرزها من أصل خمسة أهداف لعبيد الدوسري، وشاركه في إحراز الأهداف زميلنا إبراهيم العيسى، الذي كان له هدف واحد في هذه التصفيات. * مَنْ اللاعب الذي تأثرت به وتراه مثلك في كرة القدم؟ ولماذا؟ * ما في غيره الأسطورة ماجد عبدالله، الذي كان مثالاً لكل اللاعبين بمختلف ميولهم وليس ناصر القحطاني وحده. * هل ما زلت تمارس كرة القدم؟ * لا؛ فقد انقطعت عن ممارسة كرة القدم تمامًا، الآن فقط أمارس رياضة المشي مع بعض التمارين الخفيفة. * هل أنت متابع للروضة الآن؟ * نعم؛ متابع لنادي الروضة وأحواله بشكل مستمر ودائم، خاصة في الفترة الأخيرة في تصفيات الصعود إلى دوري الدرجة الثانية السعودي لكرة القدم، التي لم يوفق فيها الروضة بتحقيق الصعود مع أنه كان قريبًا جدًا منه. * وهل تسرك أحواله حاليًا؟ * دعنا نتحدث عن أمر مهم، وهو أن الإدارات التي تعاقبت على رئاسة نادي الروضة قدمت كل جهدها ووقتها ودعمت الروضة ماديًا ومعنويًا، فلهم جميعًا كل تحية حب وتقدير واحترام، أما في الفترة الأخيرة فيوجد في نادي الروضة تغيرات كبيرة وللأفضل إن شاء الله، ففرق كرة القدم السنية صعدت للدوري الممتاز وفريق ناشئي اليد كذلك وغيرها من الألعاب، والفريق الأول لكرة القدم في تطور كبير وسيحالفه الصعود يومًا ما بإذن الله، فإدارة المهندس وليد الخنيفر إدارة شابة وطموحة ولديها متسع من الوقت لتحقيق إنجازات جديدة للروضة. o ما العوامل التي ستعيد فريق الروضة إلى سابق عهده؟ * وجود المادة أولاً؛ فنحن في زمن الاحتراف -فشراء عقود اللاعبين أصبح بمبالغ باهظة- مع وجود التنظيم الإداري الجيد، بالإضافة إلى تكاتف أهل الجشة وكل محبي النادي من مختلف محافظة الأحساء وتعاونهم مع بعض لخدمة هذا الكيان، الذي لديه شعبية كبيرة وجارفة، ويعتبر نادي الروضة صاحب الشعبية الأولى في الأحساء. كلمة أخيرة: كل عام والشعب السعودي وجميع الرياضيين طيبون وبصحة وعافية، وأن تكون رياضتنا متقدمة إلى الأمام، مع دعواتنا للمنتخب الأول لكرة القدم بالصعود إلى كأس العالم بروسيا، وأقول للاعبي الأخضر أنتم قدها والشعب السعودي ينتظر منكم الهدية والفوز، كما أحب أن أقدم الشكر لجريدتنا المحبوبة جريدة «اليوم» على اهتمامها بتخصيص صفحة أسبوعية للاعبين القدامى للحديث عن مسيرتهم الرياضية، فهذه الجريدة أعتز بها وبمعرفتي لرؤساء تحريرها ومحرريها وكتّابها منذ قديم الزمن حتى الآن، كما لا أنسى أن أقدم شكري الجزيل لك شخصيًا على إتاحة الفرصة لي بالحديث عن مشواري الرياضي وعن أحوال النادي. القحطاني لعب 7 سنوات للمنتخبات السعودية (اليوم) القحطاني أثناء مشاركته في إحدى المباريات الودية القحطاني خلال حديثه ل «الميدان»