شجعت الأجواء المناخية المعتدلة في المنطقة الشرقية هذه الأيام العديد من الأسر والعزاب على تناول إفطارهم في شهر رمضان في الأماكن المفتوحة، مثل الكورنيش والواجهات البحرية ومنتزه الملك فهد التي امتلأ معظمها قبل الإفطار بساعتين من أهالي المنطقة وزوارها، الذين يبقون فيها حتى ساعة متأخرة من الليل. ويلفت الأنظار قيام أسر سعودية وأجنبية عدة بتناول إفطارهم في الواجهات البحرية والمتنزهات بشكل جماعي، في أجواء من الألفة والمحبة، حيث يتجمع الجميع على بوفيهات مفتوحة، من إعداد الاسر، في ظاهرة جميلة، تؤكد رغبتهم في الاستمتاع بأجواء الطبيعة من بحر وخضرة، وفضاء واسع، يجلب لهم الراحة النفسية. ويعتبر خالد الصالح الأماكن المفتوحة أفضل من سواها، مشيرا إلى أنه اعتاد على تناول إفطاره وسحوره منذ انطلاق شهر رمضان الحالي، في الواجهة البحرية في الدمام، ويقول: «جاء شهر رمضان الكريم في أجواء مناخية معتدلة، بعكس توقعات الكثيرين، ولهذا فضلت أنا وأسرتي أن نستمتع بهذه الأجواء بتناول الإفطار في شهر رمضان المبارك في حدائق الواجهة البحرية في الدمام، وهناك وجدنا عشرات الأسر التي تفعل الشيء نفسه، وأرى أن الأعداد في تزايد يوما بعد آخر، خاصة مع تحسن الأجواء المناخية في منتصف النهار، ومع اقتراب غروب الشمس»، موضحا أن أبناءه سعيدون بهذا الأمر جدا، ويطالبون بالمحافظة عليه حتى نهاية الشهر الفضيل. وقت الإفطار ويرى عبدالله المحيميد في الازدحام الكبير الذي تشهده الأماكن المفتوحة في الواجهات البحرية أو الكورنيش من الأسر السعودية والمقيمة وقت الإفطار مؤشرا مبكرا على نجاح موسم السياحة في المنطقة الشرقية، ويقول: «الجميع لديه رغبة في التنزه والاستمتاع بالأجواء المناخية والطبيعة، لذا نرى العديد من الأسر مع أطفالهم يتوجهون إلى الكورنيش، ويتناولون إفطارهم عليه أمام مياه الخليج، ولا يبرحونه إلا قبيل صلاة الفجر»، مشيرا إلى أن أسرته ترفض تناول إفطارها في المطاعم والفنادق المنتشرة في الدماموالخبر، وتفضل الذهاب إلى الواجهة البحرية». ويقول: غادرنا المنزل قبل موعد الإفطار بساعة، قاصدين أحد المطاعم الشهيرة لتناول وجبة الإفطار فيه، ولكن عندما استشعرنا اعتدال الأجواء المناخية، قررنا أن نحمل معنا طعامنا من المطعم ذاته، والتوجه به إلى الواجهة البحرية في الخبر، التي كانت مليئة بالأسر السعودية والأجنبية، ومعهم أطفالهم يلهون بالألعاب التي توفرها الأمانة في تلك الحدائق. إفطارا هنيئا وسط أجواء منعشة بالواجهة البحرية الأجواء المناخية وتفضل علياء شاكر تناول الإفطار في الأجواء المناخية المفتوحة، وتقول: على الرغم من انتشار عدد وافر من الفنادق بجميع فئاتها والمطاعم في الدماموالخبر، إلا أن عددا كبيرا من الأسر تفضل التوجه إلى الحدائق، للاستمتاع بمياه البحر وبالمناظر الطبيعية الخلابة، إلى جانب منح الصغار الفرصة للعب واللهو في هذه الحدائق. وتضيف: لم تكن هذه رغبتي بمفردي، ولكنها كانت رغبة العديد من الأسر من الصديقات، فاتفقنا فيما بيننا على الخروج سويا، وتناول الإفطار بشكل جماعي في الكورنيش، وقمنا بإعداد ما يشبه البوفيه المفتوح للرجال، وعلى مقربة منهم، بوفيه آخر للنساء والأطفال، وحرصنا على أن يكون معنا القهوة العربية والشاي والحلويات والمكسرات والمياه المثلجة، وهذه الأشياء شجعتنا على أن نبقى في المكان حتى ساعة متأخرة من الليل، والجميع فرحون بذلك. الشهر الفضيل ويقول رئيس اللجنة السياحية بغرفة الشرقية رائد المرباطي: إن الأجواء المناخية المعتدلة في الشرقية حاليا ساهمت في توجه العديد من الأسر نحوها، من بعد صلاة العصر، إلى قرب صلاة الفجر. ويضيف: كانت التوقعات تشير إلى أن الشهر الفضيل بهذا العام سيشهد أجواء مناخية صعبة، ويزيد من تعب الصوم والعطش، ولكن الأجواء في الشرقية لهذا العام جيدة، خاصة في الفترة المسائية، التي تشهد توجه آلاف الأسر إلى الأماكن المفتوحة، مثل منتزه الملك فهد والحدائق العامة، والكورنيش والواجهات البحرية، للاستمتاع بالأجواء هناك.