بدأ نظام الأسد تأسيس ميليشيات جديدة تحت اسم «الحشد الشعبي» على غرار التجربة العراقية. والمكون الأساسي للحشد الجديد هو أبناء عشائر من منطقة الحسكة. الحشد الشعبي في العراق تحول إلى نموذج يحتذى لدى نظام الأسد. وتحدثت وكالات أنباء ومواقع مقربة للنظام عن إنشاء تشكيلات مسلحة في محافظة الحسكة باسم «الحشد الشعبي» قوامها أبناء العشائر لتكون رديفة لقوات النظام في عملياتها. ويتكون «الحشد الشعبي» التابع للنظام من متطوعين، فضلاً عن المتخلفين من العشائر عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية. ويدعى قائد الحشد علي حواس الخليف، وهو من عشيرة «الراشد»، ويعمل موظفا مع النظام، ويقيم في دمشق. وتشكل الحشد بالتنسيق مع شعبة المخابرات العسكرية. واقترح البعض أن يسمى درع الجزيرة أو قوى أبناء العشائر. ويصل عدد الملتحقين بالحشد الشعبي نحو 500 عنصر، ومعظمهم من قرى دمخية، صافية، وأبو ذويل قرب الحسكة. وجاء تأسيس حشد النظام في وقت تتقدم فيه القوات الكردية باتجاه مداخل الرقة، وهي التي كانت تتخوف دوما من تحالف العشائر مع النظام. وعلى صعيد ذي صلة، دفع الحصار الدولي على ميليشيات حزب الله اللبناني التي تشارك نظام الأسد حربه ضد ثورة الشعب السوري، دفعه إلى طلب دعم مقاتليه من اللبنانيين عبر نشر إعلانات على الطرق في لبنان. ويبدو أن الأزمة المالية التي تلاحق ميليشيا حزب الله، تخطت الجدران الداخلية للميليشيات اللبنانية لتصل إلى اللوحات الإعلانية على الطرق، وعلى طريق مطار بيروت الدولي ترتفع صور ضخمة تدعو لدعم مقاتلي الميليشيات اللبنانية. ومعلوم أن ميليشيا حزب الله تعتمد على التمويل الإيراني، وتتهم الميليشيا من قبل الخزانة الأمريكية بعمليات تهريب وتجارة غير مشروعة ترفع مداخيله، بات يعاني شحاً في السيولة وصل إلى حد إطلاق حملات لجمع الأموال بهدف تجهيز مقاتليه بالعتاد. ونقلت صحيفة «النهار» اللبنانية عن أحد المسؤولين في ميليشيا حزب الله عن الحملة، أن الهدف هو تجهيز المقاتلين بالثياب والعتاد. وبحسب الصحيفة، فإن كل داعم يدفع نحو ألف دولار أمريكي بدلا من المشاركة في القتال فيما يشبه دفع البدل عن التجنيد. وتعاني ميليشيا حزب الله من العقوبات الأمريكية والدولية، التي تطال مؤسساته كما تطال مقربين منه أو داعمين له في افريقيا وأوروبا. وعلى صعيد الأوضاع الميدانية في سوريا، قال المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش، إن وتيرة الحملة المدعومة من الولاياتالمتحدة للسيطرة على الرقة في سوريا ستتسارع. من جهة أخرى، أعلن نظام الأسد أن الضربة التي وجهها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، مساء الثلاثاء، قرب التنف في منطقة غير بعيدة من الحدود العراقية والأردنية استهدفت «موقعا لجيش النظام» وأوقعت قتلى لم تحدد عددهم. وكان التحالف الدولي، الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد داعش في سورياوالعراق قد أعلن، الثلاثاء، أنه وجه ضربة جديدة لميليشيات موالية لنظام الأسد قرب التنف أسفرت عن تدمير «قطعتي مدفعية وأسلحة مضادة للطائرات»، من دون أن يشير إلى وقوع قتلى. وتقاتل ميليشيات إيرانية ولبنانية وعراقية إلى جانب جيش نظام الأسد في حربها على ثورة الشعب السوري.