أكدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أمس الأحد أن الانتخابات التشريعية ستجري كما هو مقرر الخميس 8 يونيو بعد اعتداء لندن الذي أوقع 7 قتلى، وقالت: إنه «نتاج أيديولوجية التطرف الإسلامي الشريرة» وفقا لحديثها. وضرب اعتداء جديد مساء السبت وسط لندن حيث قام ثلاثة مهاجمين على متن شاحنة صغيرة بدهس حشد على جسر لندن بريدج، ثم هاجموا مارة بالسكاكين موقعين سبعة قتلى، قبل ان تقتلهم الشرطة. وقالت الشرطة: انها تتعامل مع هذه الهجمات الجديدة التي تأتي قبل خمسة ايام فقط على الانتخابات التشريعية في بريطانيا، على انها «اعمال ارهابية». ودانت ماي الاعتداء وقالت إن بلادها تواجه تهديدا جديدا يقوم فيه المهاجمون «بتقليد بعضهم»، وإن الاعتداءات الأخيرة وان لم تكن جزءا من المكيدة نفسها، فإنها متصلة في ما بينها لأنها «نتاج أيديولوجية التطرف الإسلامي الشريرة نفسها». وطالبت ماي بتشديد المراقبة الإلكترونية على شبكة الإنترنت وخدمات الرسائل في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع السبت. وأوضحت أن محاربة أيديولوجية التطرف الإسلامي هي «أحد التحديات الكبرى في عصرنا»، معتبرة أن الرد لا يمكن أن يكون فقط عبر عمليات مكافحة الإرهاب المستمرة، وإنما يجب أن يجري كذلك في فضاء الفكر وعلى الانترنت «لمنع انتشار التطرف والعمليات الإرهابية». وصرحت ماي التي تحدثت من أمام مكتبها في 10 داوننغ ستريت بعد اجتماع أمني بأن «الحملة الانتخابية ستستمر كالمعتاد اليوم الاثنين والانتخابات العامة ستجري كما هو مقرر الخميس». وفي السياق وصف مصور فوتوغرافي امس إطلاق الشرطة النار على منفذي هجوم لندن الثلاثة. والتقط جابرييل سكيوتو صورة لأحد المهاجمين وهو يرتدي ما يشبه حزاما ناسفا بعد أن سقط على الأرض بفعل الرصاص. وكان سكيوتو وهو مصور وثائقي في منطقة بورو ماركت عندما وقعت الهجمات التي أسفرت عن وقوع سبعة قتلى إضافة إلى المهاجمين الثلاثة. وأضاف: إن شرطيا كان يحاول أن يكون حائلا بين الناس والمهاجمين في موقع الحادث حتى وصلت الشرطة المسلحة وأطلقت النار على الثلاثة. قناة سكاي نيوز قالت إن الشرطة داهمت مبنى في منطقة باركينج كان يقيم به أحد مهاجمي جسر لندن. وبعد هجوم هو الثالث الذي تشهده بريطانيا في اقل من ثلاثة اشهر، اعلنت الاحزاب السياسية تعليق حملاتها الانتخابية لنهار الاحد، وستستأنف اليوم الاثنين. وقال الساندرو لشبكة بي بي سي: «رأيت شاحنة صغيرة تتحرك بسرعة يمينا ويسارا لتصدم اكبر عدد من الناس، وكان الناس يجرون لمحاولة الهرب منها». من جانبه، قال جيرار للبي بي سي: «كانوا يطعنون الجميع وهم يهتفون هذا باسم الله»، مؤكدا انه شاهد امرأة تسقط. ووقع الهجوم الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه حتى صباح الاحد، بعد دقائق من انتهاء المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا في كرة القدم، التي تجمَّع عدد كبير من المشاهدين لمتابعتها على شاشات كبيرة في حانات الحي. وأوضحت الشرطة أن «المشتبه بهم كانوا يرتدون ما يشبه سترات ناسفة، تبين انها مزيفة». وذكرت مصادر رسمية ان جسر لندن بريدج سيبقى مغلقا ليلا بينما تم تطويق ثلاثة مستشفيات في وسط لندن. ونقل نحو خمسين جريحا الى خمسة مستشفيات، كما اعلنت اجهزة الاسعاف التي قالت انها عالجت عددا من المصابين بجروح اقل خطورة في المكان. وتوالت ردود الأفعال الدولية الداعمة لبريطانيا، من امريكا وروسيا وفرنسا وغيرها من دول العالم.