قاد مهاجمون شاحنة صغيرة مسرعة ودهسوا المارة على جسر لندن قبل أن يطعنوا أناساً آخرين في منطقة بورو ماركت المجاورة أمس (السبت)، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة حوالى 50 آخرين. وهرعت الشرطة المسلحة إلى الموقع وقتلت المهاجمين الثلاثة بالرصاص في منطقة بورو ماركت قرب الجسر، ودعت سكان لندن على موقع «تويتر»، إلى «الجري والاختباء والإبلاغ إذا تعرضوا لأي هجوم». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، لكن الشرطة أعلنت أن حادثي جسر لندن ومنطقة بورو ماركت المجاورة «عملان إرهابيان»، وقالت إن «واقعة الطعن منفصلة في منطقة فوكسهول وغير مرتبطة بالحادثين». وكانت وزارة الداخلية الأميركية أصدرت بياناً أمس، أنه «لا توجد لدينا معلومات حالياً تدل على تهديد إرهابي محدد أو تهديد حقيقي في الولاياتالمتحدة». وقال كبير ضباط مكافحة الإرهاب في بريطانيا، مارك رولي إن «الشرطة المسلحة استجابت بسرعة كبيرة وشجاعة، وواجهت ثلاثة مشتبه بهم وأطلقت عليهم النار وقتلوا في بورو ماركت»، مضيفة «للأسف لقي ستة أشخاص حتفهم، بالإضافة إلى المهاجمين الثلاثة الذين قتلتهم الشرطة بالرصاص». وتابع أن «الشرطة واجهت المشتبه بهم وأطلقت عليهم النار في غضون ثماني دقائق من أول اتصال. كان المشتبه بهم يرتدون ما يشبه الأحزمة الناسفة، لكن ثبت لاحقاً أنها خدعة». ونشرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) صورة تظهر اثنين من المهاجمين المحتملين بعدما قتلتهما الشرطة، وكان على جثة أحدهما قنابل. وبعد ساعات من الاعتداء، ظلت المنطقة مغلقة وسارت بها دوريات للشرطة المسلحة وشرطة مكافحة الإرهاب. وأشارت «هيئة إسعاف لندن» إلى أنها نقلت أكثر من 48 مصاباً للمستشفيات في العاصمة البريطانية. وأغلقت ثلاثة مستشفيات رئيسة في لندن اليوم أبوابها، حفاظاً على سلامة المرضى والعاملين. وقال مساعد مدير عمليات هيئة الاسعاف، بيتر رودس، في بيان اليوم «نقلنا 48 مصاباً لخمسة مستشفيات في أنحاء لندن، وعالجنا عدداً من الجرحى بإصابات طفيفة في الموقع». وقالت صحيفة «صن» البريطانية، إن «السلطات تخشى سقوط ما يصل إلى سبعة قتلى بعدما قاد المهاجمون شاحنة صغيرة لدهس أناساً على جسر لندن»، مضيفة أن «خمسة أشخاص كانوا في الشاحنة التي دهست المارة»، فيما قالت «بي بي سي»، إن «شهوداً رأوا أناساً يلقون الطاولات والمقاعد على المهاجمين لحماية أنفسهم». وبعد الاعتداء، قال صحافي من «رويترز»، إنه «سمع دوي انفجارات قرب منطقة بورو ماركت لكنها كانت تفجيرات محكومة نفذتها الأجهزة الأمنية فيما يبدو. وكانت الشوارع حول جسر لندن ومنطقة بورو ماركت المشهورة بالحانات والمطاعم، مليئة بالناس مساء أمس. ووصف شهود الشاحنة الصغيرة البيضاء وهي تدهس المارة قرب جسر لندن. وقال مستشار في الإدارة، مارك روبرتس «كان يبدو أنه يستهدف مجموعات الناس. توقفت لأنني لم أكن لأعرف ماذا أفعل. لقد كان أمراً رهيباً». وأوضح أنه شاهد ستة أشخاص على الأقل على الأرض. وقال سائق سيارة أجرة ل «بي بي سي»: «جاءت شاحنة صغيرة من جسر لندن نفسه. صدمت عدداً كبيراً من الناس»، مضيفاً «ثم خرج ثلاثة رجال بسكاكين طويلة يصل طولها إلى 12 بوصة، وشرعوا في طعن الناس عشوائياً في بورو هاي ستريت». وذكر شهود أن الناس هرعوا للاحتماء بإحدى الحانات. وذكرت وسائل إعلام، أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي سترأس اجتماعاً لأكبر لجنة أمنية في البلاد اليوم بعد سلسلة الاعتداءات. وقالت «بي بي سي» إن «الشرطة البريطانية يعتقد أنها تبحث عن ثلاثة مشتبه بهم قد يكونون مسلحين بعد حادثين أمس». وأوضحت أن ماي على اتصال مع المسؤولين وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلقى إفادة بشأن الحادث. من جهته، لجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى «تويتر» بعد الاعتداء، ليعرض المساعدة على بريطانيا، ويروج لحظر السفر المثير للجدل. وقال ترامب «الولاياتالمتحدة ستفعل كل ما بوسعها لتقديم المساعدة في لندن والمملكة المتحدة. سنكون هناك، نحن معكم. فليباركم الله! »، مضيفاً في تغريدة أخرى «نحن بحاجة للتحلي بالذكاء واليقظة والشدة. نريد أن تعيد لنا المحاكم حقوقنا. نريد حظر السفر كمستوى إضافي للأمان! ». وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان ما وصفتها بأنها «هجمات جبانة تستهدف مدنيين أبرياء»، وكررت استعداد ترامب لتقديم أي مساعدة تطلبها السلطات البريطانية. وقالت الناطقة باسم الوزارة هيذر نويرت إن «جميع الأميركيين يتضامنون مع شعب المملكة المتحد»، فيما قال الناطق باسم البيت الأبيض، شون سبايسر على «تويتر»، إن «فريق الأمن القومي للرئيس الأميركي أطلعه على حادث جسر لندن في بريطانيا»، مضيفاً أن «فريق الأمن سيواصل تقديم أحدث التقارير للرئيس». وأشارت إلى أنها تراقب الوضع عن كثب في لندن، ونصحت الرعايا الأميركيين في بريطانيا بمراعاة نصائح السلطات المحلية والإبقاء على اليقظة الأمنية. وقال مسؤولو إنفاذ القانون في المدن الأميركية الكبرى إنهم «ليسوا على دراية بأي تهديدات، لكنهم على أهبة الاستعداد». وقالت إدارة شرطة لوس أنجليس في تغريدة على «تويتر»: «لا يوجد تهديد حقيقي أو له علاقة بلوس أنجليس. نطالب سكان لوس أنجليس باليقظة». وقال مكتب مكافحة الإرهاب في إدارة شرطة نيويورك في تغريدة، إنه «نشر فرق الاستجابة للطوارئ في المناطق التي تشهد كثافات من المشاة». وقال حاكم نيويورك، أندرو كومو في بيان، إنه «وجه مسؤولي إنفاذ القانون لتشديد الإجراءات الأمنية، والدوريات في المواقع الشهيرة، بما في ذلك المطارات والجسور والأنفاق وأنظمة النقل الجماعي». وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن «فرنسيين على الأقل أصيبا في اعتداء لندن»، وقال ناطق باسم مكتب ماكرون، إن «أحد الفرنسيين مصاب بجروح بالغة». ونصحت الحكومة الأسترالية مواطنيها في المملكة المتحدة بالابتعاد عن جسر لندن ومنطقة بورو ماركت. وقال رئيس وزراء استراليا مالكولم ترنبول، إن «أستراليين تأثرا بشكل مباشر بالاعتداء»، مؤكداً في مؤتمر صحافي أنه تأكد نقل أحد الضحيتين إلى المستشفى، في حين تعمل السلطات الأسترالية لمعرفة وضع الشخص الآخر. وقالت مستشارة ألمانيا أنغيلا مركل في بيان «نتحد جميعا اليوم عبر الحدود في فزع وحزن، ولكن بإصرار»، مضيفة «أؤكد أن ألمانيا تقف بثبات وحزم إلى جانب بريطانيا في الحرب ضد كل أشكال الإرهاب».