على أطراف حدودنا الجنوبية، يعيش جنودنا الخطر كل يوم، لا يهنأون بجلسة، ولا بأكلة، فالقتل قد يداهمهم بأية لحظة، وأمام أعينهم في كل لحظة ثمة شريط من الذكريات والأحلام يمر أمامهم، ووطن بأكمله يحمونه.. أفلا يستحق هؤلاء نظرة إيجابية من رجال الأعمال وأصحاب الكيانات الاقتصادية والقطاع الخاص في بلادنا؟!!.. ليس لمجرد العطف عليهم بالمال وإنما بالتقدير الذي يستحقونه ويشعرون تجاهه بأن من يعيشون في الوطن وينعمون من خيره مستظلون بالأمن والأمان يضعونهم في قلب اهتمامهم. لا أريد ولا أتمنى أن يأخذ أحد كلامي هذا على أنه استجداء أو طلب إعانة نيابة عن جنودنا المرابطين، فالحمد لله لدينا دولة قوية وولاة أمر يقدرون تضحيات هؤلاء الأبطال جيداً، لكن عندما نقرأ مثلاً أن ما يتم إنفاقه فقط على الإعلانات يتراوح بين (4) و(7.5) مليارات ريال سنوياً ليس فيها ريال واحد يتم توجيهه مثلاً إلى الجنود السعوديين فإن الأمر يدعو إلى الأسف، كذلك عندما نطالع التكلفة الضخمة للمسلسلات والبرامج والمسلسلات السعودية تحديداً لشهر رمضان والتي تتراوح بين (10) و(15) مليون ريال للمسلسل أو البرنامج الواحد، بالرغم من أن عدداً منها لا يستحق المشاهدة، لو وجهت بعض تلك الأموال إلى المرابطين لكان خيراً لها في الدنيا والآخرة. همسة.. لست أطلب إحسان من أحد لجنودنا المرابطين على الجبهة، لكنني فقط أتمنى أن يوجه القطاع الخاص اهتمامه لهؤلاء الذين لهم الفضل بعد الله في استدامة أعماله ونموها وتطورها، فلولا الأمن الذي يساهمون في تحقيقه ما وجد هذا القطاع أرضاً يقف عليها.