تمتلئ هذه الحياة بالعجائب والغرائب لدرجة الاشمئزاز مما يجعلنا نزهد في كل شيء فأصبح الشخص يبيع ذمته وضميره من اجل المال وحتى وصلت الى بيع المشاعر واللوم لايقع على الشاعر فقط في هذا الموضوع بل الذنب الأكبر على المشتري بحثاً عن الاضواء والمال لأن(من غشنا فليس منا) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الكلمة تندرج تحتها عدة نقاط أولها بيع القصائد لذلك المغفل او المغفلة التي لاتعي ولا تفقه بالشعر شيئاً ويأتي او تأتي لتشتري قصيدة بالمال.بماذا يشعرون في اللحظة التي يرددون القصيدة ويتشدقون بها وهم يعلمون انها ليست لهم وغريبة عنهم؟.. والنقطة الثانية هي تعديل وتصحيح القصائد فالشاعر الذي لايستطيع تعديل قصيدته ولا ينتبه الى ما فيها من خطأ ليس بشاعر فإعادة صياغة القصيدة هو ترميم لها وهذا سبب رئيسي لتفشي المستشعرين والمستشعرات خصوصاً بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول للشعراء والإعلام والطلب منهم التعديل والنشر لتظهر القصيدة بشكل مقبول ويهضم حق الشاعر الحقيقي ويخرج جيل فاشل يدعّي الشاعرية وهو بعيد عنها كل البعد فالشعر جوهرة ثمينة لايقدرها الا الشاعر نفسه الذي ترقّب لحظة تكوّن الفكرة ونموها في خياله وتألم لحظة ولادتها ورعاها بحبه خوفاً من أن تموت لذلك نجد الشعراء يسمون قصائدهم ببنات افكارهم ولا يفرقون بينها كالأبناء تماماً وحتى لو تصدِّق بقصائده فهو يتصدق بالرخيص منها وليس الغالي فافهم يامن تستجدي القصائد بإن الشاعر لايستهين بإفكاره القيمة حتى لو أجبرته الحاجة للبيع او اجبره حياؤه على التكرم عليك ببعضها. لاتظن أيها المستشعر انك ستبني لنفسك اسما من خلال الاستجداء والتعديل لأنك ستكون بلا جذور بل شاعر مهجّن خليط من مشاعر البشر فالشاعر الحقيقي له بصمة يدخل اليه القراء من خلالها فكثير من الشعراء توقفوا وبقيت بصمتهم حية بيننا تتجدد كل يوم كالشاعرة عابرة سبيل والشاعر متعب التركي لم نفتقدهم رغم غيابهم عندما تمر بِنَا ابياتهم في كل لحظة. همسة: اذكر حرقت الورق وأشعلت به ثورة ورثيت حرف الشعر في دفتر اشعاري وخليت قبره تحت غيمات ممطورة ماكنت اظنه يعود وتنبت ازهاري