تضاءلت مخاوف رواد الفضاء بشأن تضرر الخصوبة خلال السفر الفضائي إلى المريخ، بعدما ولدت فئران في وضع صحي جيد من حيوانات منوية خزنت في محطة الفضاء الدولية لمدة تسعة أشهر. ويتعرض رواد الفضاء الموجودون على متن محطة «أي إس إس» لمستويات هائلة من الإشعاع، مما يؤدي إلى مخاوف قتل أو تشوه الحيوانات المنوية، خاصة خلال رحلات الفضاء الطويلة. ونقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن رواد الفضاء قولهم: إن المستويات الهائلة من الإشعاع الموجودة في الفضاء تؤدي إلى تجمد الحيوانات المنوية. ووجد باحثون في جامعة ياماناشي اليابانية أن الحيوانات المنوية التي تم الاحتفاظ بها في محطة الفضاء الدولية لمدة 288 يوما لم تتأثر بالإشعاع. وقال المؤلف الرئيسي تيروهيكو واكاياما من جامعة ياماناشي: «الإشعاع الموجود في محطة الفضاء الدولية أقوى 100 مرة من ذلك الموجود على سطح الأرض». وقد أظهرت دراسات روسية سابقة أنه عندما أرسلت الفئران الذكور والإناث إلى الفضاء عام 1979 لم تتزاوج على الإطلاق. وللإيضاح حول اعتماد العلماء والباحثين على الفئران والجرذان، فله عدة أسباب، أولها هو الملاءمة: حيث إنها صغيرة وحبسها والعناية بها أمر بسيط، ويمكنها التكيف جيداً مع البيئات الجديدة. إضافة إلى سرعة تكاثرها وقصر عمرها، حيث يتراوح بين السنتين والثلاث سنوات، لذلك يمكن متابعة عدة أجيال من الفئران خلال فترة نسبية قصيرة من الزمن. أيضاً الفئران والجرذان غير مكلفة نسبياً ويمكن شراؤها بكميات كبيرة من المنتجين التجاريين حيث إنهم يبيعون أصنافاً من القوارض مخصصة للأبحاث.