سأبدأ مقالي لتذكير نفسي وتذكير جميع أطياف المجتمع بأن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يُعجب بالرّجال شديدي الصلابة، وأقوياء البنية، كما كان يَحثّ أصحابه وجموع المسلمين على سباق الخيل وتعلم رمي الرماح، كما أنّ النبي الكريم لم يهمل إثبات مشروعية الرياضة للنساء، لما تعود عليهنّ من فائدة، حيث كان يُسابق زوجته عائشة -رضي الله عنها-، فكانت تفوز عليه في بعض المرات ويفوز هو عليها في مرّاتٍ أخرى. ما دعاني للبدء بهذه المقدمة هو أننا في هذا المجتمع أصبحت ممارسة الرياضة مقتصرة فقط على فئة المنتمين للأندية الرياضية فقط، وهذا يعني قصورا في فهم أهمية ممارسة الرياضة للجميع نساء ورجالا، كبارا وصغارا منهم، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الدعوة لممارسة الرياضة مقتصرة فقط على الأطباء ومَنْ يديرون الأندية الرياضية؟، بصراحة يجب أن تكون الدعوة لممارسة الرياضة مسؤولية كل مسؤول في كل مؤسسات المجتمع الدينية والطبية والتعليمية والصناعية والتجارية، الممارسة التي تجعل من الفرد قادراً على حفظ جسم الإنسان قوياً نشيطاً، يؤدي وظائفه بشكل طبيعي، فهي غذاء للجسم والعقل معا، وتمد الإنسان بالطاقة اللازمة للقيام بمختلف الأعمال، وتُحسن عمل القلب، وتقوي العضلات وتزيد مرونة المفاصل وتُكسب الجسد اللياقة البدنية والذهنية، والقوة والحيوية والنشاط، وغيرها من أهداف الرياضة في الإسلام. والشيء بالشيء يذكر في الجمعة الفائتة كنت في صلاة الجمعة في أحد جوامع مدينتي الأحساء، وإذا بإمام وخطيب الجامع الشيخ والاستاذ الفاضل سعد التركي يحث الشباب بممارسة الرياضة والالتحاق بالأندية، وكان بالنسبة لي ولمَنْ حضر هذه الخطبة بأنه شيء غير معتاد ذكره في خُطب يوم الجمعة، وبعد الفراغ من أداء صلاة الجمعة، كنت في زيارة لبعض المجالس بعد صلاة الجمعة وكان جُل أحاديث المجالس ما ذكره الخطيب من أهمية الرياضة وما فيها من اهتمام بالنشء ثقافياً واجتماعياً ورياضياً، فكم من منبر نحتاجه لترسيخ أهمية ممارسة الرياضة في مجتمعنا، الذي انتشرت فيه الأمراض والسمنة المفرطة بين أفراد المجتمع، فهي دعوة بأن يكون إمام وخطيب الجامع الذي يحضره الجميع لسماع ما يفيده في دينه ودنياه منبراً لهذه الدعوة الجائزة، فلقد دعا الإسلام إلى ممارسة الأنشطة الرياضية المفيدة، ورغّب النبي -صلى الله عليه وسلم- بها وكان يوجه الصحابة إليها، لما فيها من تقوية للأجساد والمحافظة على سلامتها، قال رسول الله -عليه أفضل الصلاة والسلام-: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير». قبل الختام كما أتمنى أن تُقر وزارة التعليم الحصص الرياضية في مناهج الدراسة لتعليم البنات فهن أشد حاجة لهذا المنهج، فالإحصائيات الطبية اثبتت انتشار الأمراض بين النساء أكثر من الرجال بسبب تقاليد وليس بسبب الدين، فلم أَجِد سبباً دينياً يمنع أن تُمارس المرأة الرياضة بين أقرانها بما يُناسبها من رياضة وبحشمة ومتابعة، كالتمارين والمشي والسباق وغيرها من الرياضات المناسبة للمرأة، داخل أسوار المؤسسات التربوية والتعليمية.