كانت أحلامه تسابق أمنياته، وطموحاته لمدينة الخبر التي عشقها وأخلص لها، كانت أكبر من إمكاناته. قال له المهندس الأمريكي الذي ساهم في تخطيط الخبر (أنت تحلم عندما تطلب أن أرسم لك شارعا بهذا الاتساع سيكلف الدولة ملايين الريالات). لكنه أصر على ذلك فاستجاب له المهندس الأمريكي وقال له لدي أوراق ومراسم ولن يكلفني شيئا إن رسمت الشارع كما تريد وبهذا الاتساع. لم يكن ذلك هو العائق الوحيد الذي واجهه رئيس البلدية «الحالم» بمدينة مختلفة عن باقي المدن. فالوزارة وكما توقع الأمريكي أوفدت لجنتين للوقوف على الطبيعة وقد رفضتا الفكرة، ولإلحاحه أرسلت الوزارة لجنة للمرة الثالثة حيث وافقت على مقترحه. لقد كان يفكر في إنشاء سكة حديد تربط الظهران حيث مكاتب أرامكو بفرضة الخبر وسط هذا الشارع الفسيح. لقد كان سابقا لعصره، فمن كان يفكر آنذاك بمثل تفكيره!!. ذلك الشارع سموه شارع الظهران قبل أن تعاد تسميته بعد تطويره ليصبح طريق خادم الحرمين الشريفين. لم يكن ذلك المشروع هو إنجازه الوحيد، بل كان واحدا من أفكاره التي جعلت من الخبر منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا مدينة من أجمل المدن العربية. يقول رجل مسن عاصر ذلك الرئيس، إن العم عبدالرحمن الشعوان رئيس بلدية الخبر الأسبق، كان يشارك عمال النظافة آنذاك عملهم ويخرج معهم فجرا للشوارع ليشجعهم، ناهيك «والكلام لهذا المسن»، بأنه حافظ على أراضي المدينة، وترك منصبه نزيها يشهد على ذلك كل من عاصر تلك الحقبة الذهبية لمدينة الخبر. من الصعب جدا اختزال تاريخ رجل ومفكر ما زالت بصماته قائمة حتى هذه اللحظة، في مقال قصير أو كلمات عابرة. لقد رحل ولم يكرمه أحد، إلا في المجالس والندوات، وذلك لا يكفي. فالعم عبدالرحمن الشعوان الذي أتحدث عنه، يستحق أن تطلق أمانة المنطقة الشرقية اسمه على أحد الشوارع الرئيسية في مدينته التي عشقها تخليدا لذكراه، وهذا أقل ما يستحقه ذلك الرجل الفاضل رحمة الله عليه. لا تبخلوا على من عمل وأخلص وتفانى لأجل وطنه ومجتمعه بهذا الطلب البسيط.. ولكم تحياتي.