انطلقت أمس - في مدينة جنيف السويسرية- اجتماعات مؤتمر جنيف 6 حول سوريا بحضور جميع الأطراف المعنية، مع مطالبة المعارضة للمبعوث الأممي الخاص لسوريا بإضافة جرائم محرقة صيدنايا للإرهاب. واتهمت الولاياتالمتحدة النظام، الاثنين، بالاغتصاب والصعق الكهربائي للمعتقلين في سجونه وإقامة «محرقة للجثث» في أحد السجون العسكرية، للتخلص من جثث الآلاف ممن تمت تصفيتهم. في المقابل، قال وزير الإسكان الاسرائيلي، يواف غالانت، أمس الثلاثاء: «إنه حان الوقت لتصفية بشار الأسد»، مشيرا إلى «أنه لم يعد له مكان بهذا العالم». ونقلت وسائل إعلام عن غالانت قوله خلال مؤتمر خارج القدس: «إن نظام الأسد نفذ عمليات قتل جماعي وحرق آلاف الجثث بعد إعدامها، وفقا لتسريبات الخارجية الأمريكية». وأضاف غالانت: «إن ما ارتكبه الأسد تجاوز للخطوط الحمراء، بارتكاب مذابح جماعية وهجمات كيماوية بشكل مباشر، كان آخرها حرق الجثث، وهذا الأمر لم نشهده منذ 70 عاما»، في إشارة للمحرقة النازية. على حد قوله. وعرض مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالوكالة لشؤون الشرق الأوسط، ستيوارت جونز، على الصحافيين صورا التقطت عبر الأقمار الصناعية تظهر ما بدا وكأنه ثلوج تذوب على سطح المنشأة، وهو ما قد يشير إلى الحرارة المنبعثة من داخلها. وقال: «رغم أن أعمال النظام الوحشية الكثيرة موثقة بشكل جيد، نعتقد أن بناء محرقة هو محاولة للتغطية على حجم عمليات القتل الجماعي التي تجري في صيدنايا». وفي جلسة للبرلمان الأوروبي بستراسبورغ أمس، شددت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على محاسبة مرتكبي الجرائم في سوريا، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي موحد في موقفه بأن الحل في سوريا هو سياسي، وأكدت موغيريني أن عدم تدخلهم عسكريا في سوريا يعزز موقفهم كوسيط سياسي. المعارضة تنتقد انتقد وفد المعارضة السورية اتفاق مناطق «تخفيف العنف» الذي اتفقت عليه روسيا وإيران وتركيا ودعا لوقف إطلاق نار شامل في كل أنحاء سوريا عشية محادثات سورية برعاية الأممالمتحدة في جنيف. وقال رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري للصحفيين: «ما نريده هو وقف إطلاق نار شامل وليس تخفيف عنف، يكون شاملا لكل المناطق السورية وكل الفصائل العسكرية التي اعترفت بنظام وقف إطلاق النار أو تلك المستعدة للانخراط بنظام وقف إطلاق النار بشرط أن تكون هذه الإجراءات هي مقدمة للحل السياسي». وتابع: «الطريق إلى حرية سوريا يمر من جنيف، هذا هو السبب الذي جعل المعارضة تأتي إلى جنيف ملتزمة بالتفاوض لحل سياسي، وهذا هو السبب الذي يجعل الأسد يخشى هذه العملية، الأسد يخشى الانخراط مع الأممالمتحدة في جدول أعمال حل سياسي». وبحسب مصادر في المعارضة السورية، فإن وفدها سيقدم للمبعوث الأممي خلال هذه الجولة رؤية الهيئة العليا للمفاوضات حول الانتقال السياسي، وهيئة الحكم الانتقالي، والدستور، فضلا عن وثائق تتعلق بالملفات الإنسانية. وشارك في جنيف 6 غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الذي أجرى لقاء مع دي ميستورا، فيما من المتوقع أن يجتمع اليوم الأربعاء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، بحسب تصريحه للصحفيين. وتأتي مفاوضات جنيف 6 بعد أن اتفقت روسيا وتركيا وإيران، خلال اجتماعات «أستانا-4» حول سوريا في 4 مايو الجاري، على إقامة 4 مناطق لتخفيف التوتر في البلاد. ترامب وأردوغان التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أمس، في واشنطن لإجراء محادثات حول التوترات التي شابت العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حول السياسة في سوريا ومطالبة أنقرة بتسليم فتح الله كولن المقيم في الولاياتالمتحدة، إضافة لتزويد واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية بالسلاح في تقدمها صوب معقل تنظيم داعش في الرقة، وهو ما تعتبره أنقرة تهديدا لها. وفي السياق، سيطرت قوات سوريا الديموقراطية في الساعات ال24 الأخيرة على عدد من القرى الواقعة على بعد 4 كيلومترات شمال وشرق مدينة الرقة، معقل الإرهابيين في سوريا، وفق ما افاد متحدث باسمها والمرصد السوري لحقوق الانسان. ورغم هذا التقدم في بعض المواقع من جهتي الشمال والشرق، لا يزال ائتلاف الفصائل العربية الكردية المدعوم من واشنطن على بعد أربعين كيلومترا عن مدينة الرقة من جهة الغرب، فيما يسيطر داعش على كامل المنطقة الواقعة جنوبا.