أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض بعد محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «دعم تركيا في حربها على «داعش» وحزب العمال الكردستاني. وشدد الرئيس التركي بدوره على أنه لن يكون هناك وجود للمنظمات الارهابية في المنطقة. وأكد أردوغان أن «استخدام» الولاياتالمتحدة وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة يتعارض مع الاتفاقات الموقعة مع الولاياتالمتحدة و«لن يكون مقبولا على الاطلاق». وأكد الرئيس الاميركي بدوره دعم أي مبادرة لخفض أعمال العنف في سورية للوصول الى حل سياسي للأزمة. وشدد الرئيس الاميركي على أنه أعطى تعليماته لتزيد تركية اسلحة ومعدات طلبتها ب «سرعة» للمساعدة في حملتها على الارهاب. وانطلقت أمس جولة جديدة من مفاوضات جنيف بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة بحضور مسؤول روسي رفيع المستوى سعى إلى توسيع مروحة لقاءاته لتشمل أطراف المعارضة، بمن فيها وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارِضة الذي ركز أمس على الانتقال السياسي. وأعرب رئيس وفد «الهيئة العليا» المعارضة نصر الحريري، عن أمله في أن يطرح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خلال الجولة السادسة من مفاوضات جنيف التي بدأت أمس، «خطة عملانية أكثر، تسهّل عملية الانتقال والحل السياسي». وقالت مصادر معارضة إن الوفد سيقدم ورقة حول الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي والدستور، فضلاً عن وثائق تتعلق بالملفات الإنسانية. وقال الحريري إن «مفتاح الحل والنجاح لمحادثات جنيف مرتبط بتحقيق الانتقال السياسي في سورية، وتشكيل حكم انتقالي بكامل الصلاحيات بحيث لا يكون لبشار الأسد ونظامه أيّ دور مستقبلي خلال المرحلة الانتقالية. جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط بالعملية التي توصل إلى الحل السياسي، وصراحة هذا الذي يخيف المجرم بشار الأسد من الانخراط بهذه العملية، ونحن نؤكد انخراطنا الجادّ والفعال بأجندة الأممالمتحدة ومبعوثها الدولي». ويشارك في المفاوضات غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، الذي التقى أمس دي ميستورا على أن يلتقي اليوم وفد «الهيئة العليا». وإذ رحَّب الحريري بتصريحات وزارة الخارجية الأميركية الأخيرة، والتي تتحدث عن الانتهاكات التي ارتكبها النظام في سجن صيدنايا، وارتكابه محرقة جماعية بحق المعتقلين الذين قُتلوا تحت التعذيب. نفت دمشق تصريحات واشنطن، في حين دعت المسؤولة الأوروبية للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني إلى ضرورة محاسبة كل من ارتكب جرائم حرب في سورية. ميدانياً، حققت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بقوات خاصة أميركية تقدماً جديداً أمس في محافظة الرقة، وباتت على أبواب مدينة الرقة عاصمة «داعش» المفترضة في سورية. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إلى استمرار الاشتباكات بين قوات عملية «غضب الفرات» («قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية») من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محافظة الرقة، موضحاً أنها تتركز في الريفين الشرقي والشمالي الغربي لمدينة الرقة، مركز المحافظة. وأكد أن قوات «غضب الفرات»، بدعم من جنود أميركيين وبغطاء من طائرات التحالف، «تمكنت من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على قريتين جديدتين ومزرعتين بالقرب منهما في الريف الشمالي الغربي للرقة. واستبق رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم لقاء الرئيسين ترامب وأردوغان في البيت الأبيض مساء أمس، بهجوم جديد على خطط الإدارة الأميركية لتسليح «وحدات حماية الشعب» الكردية- السورية، وقال لأعضاء حزب «العدالة والتنمية» الحاكم إن تعاون الولاياتالمتحدة مع الأكراد «ليس شيئاً مقبولاً» من تركيا. وفي نيويورك أبلغت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مجلس الأمن أنها توصلت الى تأكيد رواية الحكومة السورية بأن امرأتين أصيبتا بغاز الخردل الكبريتي في قرية أم حوش العام الماضي جراء قصف من مناطق المعارضة، لكن البعثة طالبت بالوصول الى موقع الحادث لإثبات أن الإصابة نتجت عن قصف وقع بالفعل، وللتحقق من البيانات الطبية وإجراء مقابلات مع الشهود. وقدمت المنظمة تقريراً الى مجلس الأمن عن خلاصة تحقيق أجرته بعثة تقصي الحقائق التابعة لها حول حادثة قالت السلطات السورية إنها وقعت في قرية أم حوش في حلب في 16 أيلول (سبتمبر) العام الماضي، ولم تتمكن البعثة من زيارة موقعها حتى الآن. وأشار التقرير الى أن المعاينة الطبية للمصابتين أثبتت أنهما تعرضتا لإصابة بغاز الخردل الكبريتي، لكن البعثة لم تتمكن من إثبات أن الإصابة نتجت عما قالت الحكومة السورية إنه قصف بأسلحة كيماوية تعرضت له قرية أم حوش في ذلك التاريخ. وأكدت البعثة أنها تحتاج لإثبات هذا الارتباط من خلال القيام بزيارة الى موقع الحادث، ومعاينته ميدانياً، وإجراء مقابلات مع شهود ومصابين آخرين، ومع العاملين الطبيين في مستشفى عفرين الذين عالجوا المصابتين، والاطلاع على بيانات المستشفى وسجل المرضى. ولا يزال مجلس الأمن ينتظر تقريراً آخر لبعثة تقصي الحقائق حول هجوم خان شيخون الكيماوي الذي وقع مطلع الشهر الماضي، وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن غاز السارين استخدم فيه وأودى بنحو مئة ضحية. وبعد تسلم مجلس الأمن تقرير البعثة عن حادثة خان شيخون، سيُحال التقرير الى لجنة التحقيق الدولية المشتركة التي أوكل مجلس الأمن إليها مهمة تحديد الجهات المسؤولة عن استخدام هذه الأسلحة لكي تبدأ تحقيقاتها في شأنه. في جانب آخر، اتهمت الحكومة السورية الأمانة العامة للأمم المتحدة «بمواصلة تجاهل الأسباب الحقيقية لمعاناة السوريين وفي مقدمها الإرهاب والعقوبات الأميركية الأوروبية المفروضة على الشعب السوري». وجاء هذا الاتهام في رسالة سلمتها البعثة السورية في الأممالمتحدة الى الأمانة العامة ومجلس الأمن رداً على تقرير الأمين العام أنطونيو غوتيريش الأخير حول الوضع الإنساني في سورية، الذي حمل فيه القوات الحكومية مسؤولية استهداف المدنيين وعرقلة وصول المساعدات إليهم.