فقدت الأسرة الصحفية في المملكة العربية السعودية الأستاذ/ تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض السابق، الذي انتقل إلى رحمة الله، صباح أمس، عن عمر ناهز ال 73 عاما، كانت حافلة بالإنجازات، واستحق فيها عن جدارة لقب «العميد» و«ملك الصحافة» الذي أطلقه عليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله. وسيصلى على الراحل اليوم الإثنين بعد صلاة العصر، بجامع الملك خالد في أم الحمام، وسيُتقبل العزاء في منزله بحي الصحافة بالرياض. وترك الراحل وراءه إرثا ثريا لمسيرة مهنية امتدت على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمان، تولى خلالها الراحل رئاسة تحرير صحيفة الرياض الصادرة عن مؤسسة اليمامة الصحفية. في العام 1394ه إلى أن تقدم باستقالته في 1436ه. وقاد السديري صحيفة الرياض لعقود، وجعل منها إحدى أهم الصحف الخليجية والعربية، واشتهر بزاويته «لقاء» في الصفحة الثالثة من النسخة الورقية، ويعتبر الكاتب الراحل أحد أهم الصحفيين السعوديين والخليجيين، حيث اهتم بالشأن السياسي والاجتماعي، كما تميزت أفكاره بالاعتدال ودعم الرؤى المستنيرة. وفي 2005 انتخب الراحل كأول رئيس لاتحاد الصحافة الخليجية، إضافة إلى رئاسة تحرير صحيفة الرياض. وعُرف السديري بحواراته الصحفية التي التقى فيها شخصيات سياسية ومسؤولة رفيعة، وظل يكتب زاويته الشهيرة «لقاء» يوميا بجريدة الرياض التي استحقت بأن يطلق عليها الزاوية الأطول عمرا في الصحافة السعودية، حيث استمرت 43 عاما وتم نشرها في عدد من الصحف العربية، وأسهم بشكل فعال في تطوير صحيفة الرياض، وجعلها في مقدمة الصحف، فيما شارك في عديدٍ من الندوات والمؤتمرات الصحفية والأدبية داخل المملكة وخارجها، وشارك في عضوية مجلس جائزة الصحافة العربية بالإمارات العربية المتحدة. وتركي السديري ذو بصمة فريدة، وأحد أعمدة الصحافة السعودية المؤثرة والأبرز فيها منذ أكثر من 4 عقود، انغمس في قضايا مجتمعه ووطنه، مدافعا عنه في المحافل الرسمية والأوساط الإعلامية في أوقات عصيبة من منعطفاته التاريخية، مساهما بكتاباته القيمة في التفاعل والتأثير الإيجابي على مختلف مسارات العمل الإعلامي المحلي والثقافي والتنموي بأبعاده المختلفة، بممارسة صحفية مهنية احترافية راقية، وتفهم واعٍ لدوره ومتطلباته. وعن أمنياته قبل الوفاة قال السديري: أتمنى أن يحفظ الله بلادنا ويجعلها من خيرة الأمم، وأن يعود السلام للعالم العربي، وتعود الشرعية والتنمية لسوريا واليمن وكذلك العراق، وأن تختفي العصابات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» من الخريطة العربية.. رحم الله السديري... وزير الثقافة والإعلام ينعى السديري نعى وزير الثقافة والإعلام د. عواد بن صالح العواد، فقيد الوطن عميد الصحافة السعودية تركي السديري، رئيس تحرير صحيفة الرياض سابقًا. وقال العواد في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «خالص العزاء في فقيد الوطن عميد الصحافة السعودية الأستاذ تركي بن عبدالله السديري، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته.. إنا لله وإنا إليه راجعون». الصحافة الخليجية: مثال للتواضع ودماثة الخلق قال أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية عيسى الشايجي: بوفاة الأستاذ تركي السديري خسر الوسط الصحفي والإعلامي الخليجي واحدا من الصحفيين المخضرمين والذي يعد من أبرز القيادات الصحفية في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون وتتلمذ على يديه عشرات الصحفيين. وقد عرف الوسط الصحفي الخليجي الفقيد متحليا بالتواضع ودماثة الخلق ما زاده رفعة ومكانة واحتراما وتقديرا وحبا من المجتمع، كما عرفه قياديا وأستاذا وصاحب مشروع إعلامي أساسه إعداد جيل جديد يكون قادرا على تحمل المسؤولية ويقود المرحلة التالية. (إنا لله وإنا إليه راجعون). اتحاد الصحفيين العرب: نبراس تتعلم منه الأجيال عزى الاتحاد العام للصحفيين العرب، في وفاة تركي السديري عميد الصحافة السعودية والخليجية، الذي وافته المنية بعد حياة حافلة بالعطاء والمثابرة، مؤكدا أنه كان مثالا للنضال والشجاعة في الدفاع عن الحريات، ومهنة الصحافة، وكرامة الصحفيين والقضايا العربية. وقال الاتحاد في بيان له أمس: «إن وفاة الكاتب الكبير تركي السديري خسارة فادحة للصحافة العربية»، مشيرا إلى أن مسيرته المضيئة في العمل الصحفي ستظل نبراسا تتعلم منه الأجيال الجديدة. وأعرب الاتحاد العام للصحفيين العرب عن خالص تعازيه إلى رئيس هيئة الصحفيين السعوديين رئيس اتحاد الصحافة الخليجية الأستاذ خالد بن حمد المالك، وإلى أسرة الفقيد، وأسرة الصحافة العربية في أرجاء العالم العربي. هيئة الصحفيين تعزي أسرة الراحل قدم رئيس وأعضاء مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين، أحر التعازي في وفاة عميد الصحافة السعودية تركي السديري، الذي انتقل إلى رحمة الله صباح أمس، وقدموا العزاء إلى أبناء الفقيد: عبدالله، أسامة، د. محمد، مازن، هيثم، وشقيقتيهم هند ولولوة، وإلى حرم الفقيد موزة الحقيل. وإلى جميع أسرة السديري والحقيل والوسطين الإعلامي والثقافي في المملكة والعالم العربي. سائلين الله أن يتغمد الفقيد برحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.. (إنا لله وإنا إليه راجعون)