فيما وجه المخلوع صالح قناة «اليمن اليوم» المملوكة لنجله أحمد؛ في خطابه الأخير بتوسيع مساحة الحرية، وهو ما يعد ضوءا اخضر لمزيد من الانتقادات لحلفائه الحوثيين، حاصرت الميليشيات الانقلابية مبنى القناة، ووضعت نقطة تفتيش أمام بوابتها في رد فوري على الخطاب، فارضة طوقا بتفتيش كل من يدخل إليها أو يخرج منها. وفي تصعيد آخر بين مختطفي الشرعية، اعتقلت ميليشيات الحوثي الانقلابية العقيد في الحرس الجمهوري سمير حسن رضوان، بعد اقتحامها منزله، وقادته الى السجن؛ على خلفية انتقادات وجهها للميليشيات لعدم صرفها مرتبات الموظفين، وتمييز قياداتها بحوافز مالية كبيرة؛ فيما يعيش اليمنيون في ضنك وشبه مجاعة. وتستعر حرب إعلامية مفتوحة بين حليفي الانقلاب، وسط تلويح من قبل الميليشيات الحوثية بوضع كل منتقديها في السجن، حتى لو طالها الانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي، محذرة ايضا من التطرق أو الحديث عن قانون الطوارئ الذي تعده الميليشيات خيارا قمعيا يسكت ما تبقى في مناطق سيطرتها من أصوات موالية للمخلوع وناقمة على مشروعها. وكانت قناة «اليمن اليوم» التابعة للمخلوع والتي أشاد بها في خطابه الأخير، كانت قد بثت على الهواء في أحد برامجها التلفزيونية نقدا لاذعا من قبل متصلين تحدثوا عن سلوك الميليشيات الانقلابية الإقصائي والفاسد. وعقب خطاب المخلوع صالح قالت مصادر مطلعة ل«اليوم» «إن الميليشيات الحوثية استحدثت نقطة تفتيش أمام بوابة قناة «اليمن اليوم» واخضعت كل من يدخل ويخرج من المبنى للتفتيش بشكل استفزازي وهمجي». وذكرت المصادر ذاتها «ان الحوثيين يعملون على طرد نحو 120 صحفيا واعلاميا وفنيا من وسائل اعلام تتبع لحكومة الانقلاب يوالون المخلوع صالح وحزبه»، مشيرة إلى «أن ذلك سيتم عبر اتهامهم بالفساد والتآمر والخيانة». وأضافت المصادر ل«اليوم» أن «جماعة الحوثي منعت جميع وسائل الإعلام الخاضعة لسلطتها من استضافة المخلوع أو بث تصريحاته، أو حتى ظهور صورته عليها». وعاودت وسائل إعلام الميليشيات التصعيد ضد صالح، ووصفته بالطاغية والمخلوع وزعيم النظام الزائل وكثفت هجومها عليه في برامج خصصت لذكرى مصرع مؤسس الميليشيا حسين الحوثي. وعلى صعيد محافظة ذمار، عقد حزب المخلوع اجتماعا تنظيميا في محاولة لإرسال رسالة الى ميليشيات الحوثي الانقلابية، وهي تعتبر من اهم المحافظات لطرفي الانقلاب، اللذين يعدانها المخزون البشري المهم لعناصرهما. وبعد الاجتماع بيومين فقط هاجمت الميليشيات منزل الشيخ يحيى ناصر البخيتي، وهو أحد رموز وأعيان قبيلة «الحداء»، وأطلقت النار عشوائيا في المنزل لتصيب اثنين من أبنائه بجراح. في المقابل، تداعى أبناء القبيلة الى عقد اجتماع قبلي صباح أمس، اعلنوا فيه رفضهم وإدانتهم لممارسات الميليشيات، فيما شدد بعض أعيان «الحداء» على سحب جميع مقاتلي القبيلة من صفوف الميليشيات وقوات صالح من جميع الجبهات.