■ كما كان متوقعا، انتهت المهلة التي حددها الأمير مشعل بن سعود رئيس المجلس الشرفي بنادي النصر لأعضاء شرف النادي الراغبين في خلافة الأمير فيصل بن تركي والتربع على كرسي رئاسة النادي العاصمي، دون أن يتقدم منهم أحد أو حتى يبدي رغبته في شغل هذا المنصب.. ■ هذا العزوف الشرفي لم يكن صادما للكثيرين أو على الأقل لي شخصيا، بل كان متوقعا لعدة أسباب كتبتها في هذه المساحة قبل أسبوعين، منها قرب مشروع خصخصة الأندية إلى جانب الديون الكبيرة التي أثقلت كاهل النادي وباتت تهدد مستقبله لاسيما وأن آثارها السلبية بدأت تطفو على السطح في الآونة الأخيرة. ■ وأمام هذا الواقع ليس أمام رئيس المجلس الشرفي سوى خيارين، الأول الموافقة على استقالة الرئيس إن تقدم بها رسميا، وتسليم النادي للهيئة العامة للرياضة التي بدورها ستكلف إدارة مؤقتة لمدة عام، والثاني ثني الأمير فيصل بن تركي عن فكرة الاستقالة واستمراره في منصبه حتى نهاية فترته القانونية المتبقي منها ثلاث سنوات.. ■ وبحسب ما يدور في المشهد الأصفر، فإن بقاء الرئيس الحالي يبدو هو الأقرب، ولكن مستقبل النادي معه وتحديدا الفريق الأول لن يكون أفضل من حاضره ما لم تكن هناك رغبة جادة وصادقة في التصحيح الشامل سواء على مستوى عودة الشرفيين الداعمين أو إيجاد موارد مالية أو تقليص حجم الديون أو إيجاد إدارة مستقلة للفريق الأول تُسلم «الخيط والمخيط»، وقبل كل ذلك تسليم اللاعبين كامل مستحقاتهم المتأخرة من مقدمات عقود ورواتب شهرية حتى يتسنى لإدارة الكرة فيما بعد محاسبتهم.. ■ إن ما يحدث في النصر حاليا يندى له الجبين، ويعد سابقة خطيرة لا تليق بفريق كبير وعريق بحجم العالمي وجماهيريته الطاغية، «غيابات اللاعبين بالجملة، الشكاوى في غرفة فض المنازعات بالكوم، نجوم لها ثقلها ترغب في الرحيل، إجازات مفتوحة، عدم جدية في التدريبات، تخاذل في المباريات» والضحية الكيان وعشاقه.. ■ ويبقى السؤال الذي يردده لسان كل نصراوي غيور على ناديه، من المسؤول عن كل ما يحدث من انفلات وتسيب وفوضى داخل أروقة الفريق الأول؟ أقول بكل ببساطة إنه –الفكر- الذي أبعد الشرفيين وحارب الناجحين وقتل طموحات اللاعبين وكسر قلوب المحبين وأسعد الناقمين والكارهين، وفي نفس الوقت عقليات بعض اللاعبين الذين لم يحترموا شعار النادي الذي صقل مواهبهم ومنحهم الشهرة وأوصلهم للمنتخب الوطني، ولم يقدروا جماهيره التي ساندتهم ودعمتهم ووقفت بالمرصاد لكل من حاول التطاول عليهم أو الإساءة لهم.. ■ أخيرا، لن أكون متفائلا بعودة النصر بطلا كما عهدناه ما لم يكن هناك اجتماع شرفي موسع يتم خلاله مواجهة الرئيس بأخطائه والتعهد بتصحيحها ومن ثم دعمه بالمال والفكر والمشورة ومحاسبته على النتائج في نهاية الموسم..