منذ 17 عامًا يتنقل المقيم سعد الدين الأمين الحاج من الجمهورية السودانية الشقيقة من عمل إلى آخر داخل المملكة رافضا السفر إلى أي دولة أخرى؛ حبًا في بيئة المملكة الملتزمة والتي تحترم الجميع، حتى استقر به الحال منذ نحو 9 أعوام في محل لبيع القهوة والتمور والهيل والمنتجات الشعبية بمحافظة النعيرية، ويحرص سعد على تقديم القهوة والتمر لزبائنه في المحل؛ حبا في هذه الصفة والعادة التي اكتسبها من السعوديين واعتبرها رمزًا للكرم والجود، ويمتلك سعد علاقات جيدة مع الناس ويبادلهم المحبة والتقدير، ويلح عليهم دائما بتناول القهوة والتمر (الشعثا) التي يعدها ويقدمها لزبائنه باستمرار. يقول الأمين: القهوة العربية والتمور والتعامل في بيعها ومعرفة أنواعها يعد من أفضل المهن التي تعود بنفع وخير ولله الحمد، فضلا عن كونها تجعل البائع يجد الاحترام والتقدير من الجميع، والتعامل الحسن الذي يشعره بأنه في وطنه وبين إخوانه وأهله، وهذا ما دعاني إلى استقدام زوجتي وطفلي (عبدالله وتوحيد) للبقاء معي هنا في المملكة لعدة زيارات بدلا من الذهاب إليهم هناك، وحقيقة المملكة بلد خير وعطاء وأمان، فمنذ أن قدمت لها وأنا ولله الحمد في خير، ولا أنسى أبدا أنا وعائلتي موقف الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في علاج أبي والتكفل بتكاليف عملية جراحية أجريت له في القلب بتكلفة 60 ألف ريال، حيث عاش أبي ولله الحمد بصحة وعافية بعد هذه العملية والفضل بعد الله يعود لهذه البلاد وقيادتها المباركة، ومنذ هذه العملية التي أجراها والدي شعرت بأنني ابن من أبناء المملكة وقررت ان اظل طوال حياتي بها وان اقدم الخير دائمًا في عملي وخارج دوامي. ويضع سعد أربعة حروف لكلمة «تاجر» نصب عينيه وهو يقوم يوميًا بعمله، مؤكدا أن الخير يأتي وينساق عند التوكل على الله وامتثال هذه الحروف، مبينا أن حرف التاء يعني (تقوى) بحيث يكون التاجر تقيا في معاملات بيعه وشرائه، وحرف الألف (أمانة) بمعنى أن يتجنب غش الناس، وحرف (الجيم) أن يكون جريئًا متداخلًا مع الناس، وحرف (الراء) أن يكون رحيمًا ناصحًا للناس الذين يتعامل معهم.