ودعت محافظة الأحساء موسم الرطب بجميع أنواعه وهاهي تستقبل موسم التمر الذي تتميز به نهاية كل صيف, وموسم التمر في الأحساء من المواسم النشطة والمحببة إلى أهالي الأحساء أكثر من غيرها من المواسم , فموسم التمر يعود على جميع أهل الأحساء بالخير والنفع والفائدة فالمزارع يستفيد فهو يبيع محصوله بأسعار تدر عليه أرباحا جيدة, والتاجر يستفيد فهو يشتري المحصول من المزارع بسعر بخس ويبيعه على الناس بسعر عال, وإذا جئت إلى الباحثين عن العمل من الشباب العاطلين أو غيرهم فهم كذلك يستفيدون حيث يتوافر في هذا الموسم عددا من الوظائف فهناك وظائف في المزارع لجني التمر وتنظيفه وبيعه وهناك وظائف في مصانع التمور وهناك وظائف لدى التجار في تسويق وشراء التمر. موسم تمر جيد عبد الله بن إبراهيم بن سعد البيك من كبار تجار التمر في محافظة الأحساء يرى أن موسم التمر هذا العام أفضل من العام الماضي بشكل كبير, فرطوبة الجو وحرارة الشمس الملتهبة لم تمكث في جو الأحساء فترة طويلة, مما ساعد على اصفرار التمرة وجودتها وقوة سماكتها, فساعد بشكل بسيط على ارتفاع السعر بالنسبة إلى العام المنصرم. وتوقع البيك استمرار سعر التمور بشكل متزايد إلى نهاية موسم التمر لهذا العام, بسبب قلة محصول التمر, فالعام الماضي كانت أسعار التمور في انخفاض تدريجي, بسبب وفرة التمور والتلاعب بالأسعار الحاصل والمتداول بين التجار والباعة والمزارعين. وعلل البيك سبب قلة محاصيل التمور لهذه السنة والمتوقع في السنوات القادمة إلى تصدير مئات الآلاف من نخيل الأحساء إلى مناطق متعددة داخل المملكة أو خارجها, مما أثر بشكل واضح وكبير على إنتاج الأحساء للتمور. ومع كل الأسف معظم هذه النخيل تأخذ للزينة في المرافق العامة مثل ما عليه في الكورنيش وبعض الحدائق وتجميل الأرصفة. الغش والتلاعب في الأسعار وبين يوسف الطاهر (أحد تجار التمور في الأحساء) أن السوق في السنوات الماضية دائما ما يتعرض إلى الغش, بخلط الجيد والرديء, والتمرة الكبيرة بالصغيرة, حتى وصل بهم الأمر إلى خلط أنواع أخرى من التمور غير المرغوبة بالتمر الجيد مثل الخلاص, ومن ثم بيعه أو تصديره, مما أدى إلى تضرر وتخوف الكثير من الزبائن والتجار وباعة التمور من المزارعين. واستطرد الطاهر قائلا: هناك ملاحظات سلبية على السوق, ويجب على البلدية أو القائمين على شئونه مراعاة ذلك, منها الغش في التمر بين مزارعي وتجار التمور في الأحساء, بسبب عدم وجود الرقابة من الغرفة التجارية والصناعية في الأحساء, فالرقابة معدومة تماما, مما يساعد على انتشار الغش. ففي السنوات الماضية طالب كثير من تجار التمر الغرفة بإيجاد حل للحد من تفشي ظاهرة الغش والدلس.. ولكن لا حياة لمن تنادي. ومن السلبيات أيضا عدم وجود مظلات تقي من لهب حرارة الشمس فسوق حراج التمر يقام بعد الظهر, وكثير من الشباب يعملون على تنظيف وفرز وتعبئة التمور في ساحات السوق دون وجود واق من أشعة الشمس. أنوع التمر ذكر يوسف المنيع أحد الباعة في السوق: هناك أنواع كثيرة ومتعددة لتمور الأحساء, وأسعارها تختلف باختلاف جودتها وإقبال الزبائن عليها, فهناك الخلاص, الشيشي, الرزيز, غر, حاتمي, شبيبي, موحد, المرزبان, أم جناز وأوصيدي لكن أكثر الأنواع المطلوبة والمرغوبة هي تمر الإخلاص والرزيز والشيشي لما تتمتع به هذه الانواع من جودة وشهرة ووجاهة ولذة في الطعم, وكذلك للمدة التي يمكن أن تمكث فيها لدى الشخص دون أن تتغير فهي أكثر ما يصدر ويباع خارج الأحساء في مناطق المملكة ودول الخليج. طريقة شتر التمر ويقول عبد العزيز الهزيم: بعدما يصرم محصول التمر يتم فرزه إلى ثلاث فئات, تحقيقا لرغبات الزبائن, فمنهم من يرغب في الرخيص, والبعض يرغب في الجيد الغالي, ومن ثم عرضه للشمس لفترة طويلة مع رشه بالماء لتنظيفه وإبعاد الأتربة والغبار, ثم يترك مرة أخرى بعد التنظيف معرضا لأشعة الشمس بعدها يفرغ في أكياس مخصصة لتعبئة التمر على أحجام متعددة كل حجم يكون له سعر مستقل, أو تعبئته في صناديق مخصصة لتخزينه أو بيعه على المصانع أو تصديره للخارج. الشباب وفرصة العمل عبر عدد من شباب الأحساء عن سعادتهم وسرورهم بهذا الموسم, حيث وفر لهم فرصا للعمل وبراتب جيد يقول الشاب مختار البراهيم وهاني الرضي وعدد من الشباب إن هذا الموسم يوفر لعدد من شباب الأحساء وظائف, وان كانت مؤقتة فأربعة إلى خمسة أشهر موسم تدر على الشباب مالا وفيرا, مما يسد حاجاتهم ويلغي البطالة وان كان هذا الإلغاء مؤقتا. استقطاب الشباب كما أن موسم التمور فرصة لمصنع التمور بالأحساء لاستقطاب أكبر عدد من الشباب للعمل فيه, فهناك 700 فرصة عمل تقريبا يضعها المصنع أمام الشباب في هذا الموسم, وسوف يقبلهم المصنع على دفعات حسب الحاجة طول فترة موسم التمر, بالإضافة إلى فرص كثيرة تتوافر في هذا الموسم منها في المزارع ومنها في سوق التمر نفسه.