تواجه العديد من الدول على مستوى العالم وخاصة الدول العربية والخليجية ظاهرة إهدار الطعام، ففي المناسبات الاجتماعية أو حتى بدون مناسبات أحيانا تقام الولائم وتعرض كميات ضخمة من أشهى الأطعمة والمشروبات، عملا بالمثل الشائع «يزيد ولا ينقص» في الوقت الذي لا يزال بعض مواطنيها يعانون الجوع والفقر في مجتمعاتهم. فاجأت منظمة الأغذية والزراعة الدولية «الفاو» العالم بإحصائيات أقل ما يقال عنها أنها مرعبة بسبب العدد الفعلي لموتى الجوع، وأكدت فيها ان قيمة الطعام المهدر وبقايا الوجبات التي تلقى في القمامة التي تقدر بمليار طن تكفي لإطعام قرابة مليار إنسان حول العالم، بينما هناك ملايين الأشخاص يموتون كل عام بسبب الجوع، بينهم 6 ملايين من الأطفال لا تتعدى أعمارهم الخمس السنوات. ولمواجهة هذا الوضع يجب إصدار قانون ضد إهدار الطعام، فيحظر على المطاعم والمتاجر التي تتخلص من الطعام غير المبيع بعقوبة رادعة وغرامة مالية لكل من يخالف القانون. وهناك من المشروعات الخيرية التي أقيمت في بعض الدول الإسلامية للاستفادة من بقايا الطعام وتقديمه على شكل وجبات مغلفة للفقراء والمساكين، منها مشروع حفظ النعمة في السعودية، ومشروع بنك الطعام في مصر، وقد لاقت هذه الأفكار استحسانا وإقبال عدد كبير من الناس. إذن فلنحافظ على النعمة بالشكر لله سبحانه وتعالى، ليبارك الله لنا كما في قوله تعالى (لئِن شكرتُم لأزِيدنكُم).