اللقمة التي نرفعها إلى أفواهنا أو أفواه أولادنا هي نعمة لا نعرف كيف وصلت إلينا غير أن الله تعالى هو من تكفل بذلك، فأوصلها إلينا من غير حول منا ولا قوة، وأمرنا بشكرها حتى تزيد ولا نفقدها قال سبحانه (ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) الآية هذه النعم التي نتقلب فيها ليل نهار كثير منا لايقدرها حق قدرها، فالولائم تفيض عن الحاجة وترمى، ووجبات المطاعم تزيد عن حاجة الزبائن فترمى، وحاويات منازلنا تحوى أصنافا تلقطها القطط والكلاب أو المعدمون من بني جلدتنا، وحتى مشترياتنا أكثر من حاجتنا فإما أن ترمى أو ننساها حتى تفسد فترمى، ومع كل ذلك نحن لا نشعر بالخوف من زوال النعمة وتبدل العافية . ما أود أن ألفت النظر إليه هو اختفاء مشاريع (حفظ النعمة) الخيرية التي كانت تنشط في فترة الصيف وتلبي نداء صاحب الوليمة بالحضور لمقر المناسبة وأخذ الطعام المتبقي وتوزيعه بطريقة جيدة على المتعففين في مجتمعنا أو العمالة الوافدة، اليوم لم نعد نرى تلك المشاريع وكانت النتيجة أن تجمعت أكوام الأرز في حاويات القمامة، فأين تلك المشاريع الرائدة؟ وإذا كانت قد اختفت فلماذا اختفت؟ وهل من الممكن استرجاعها؟. إنني أقترح أن تربط تلك المشاريع بجهات رسمية وتوضع لها لوائح تنظيمية وموظفون ونظام جيد ينظم عملها حتى تبقى مستمرة، كذلك أرى (كحل مؤقت) أن توضع حاويات لحفظ النعمة في مواقع محددة تجمع فيها باقي الأطعمة وتوزع على المحتاجين، حتى نعف صاحب السؤال عن مسألته ونطعم الجائع ونسد رمقه ولكي نجد إجابة يوم القيامة عندما نسأل عن النعيم….