سأكتبُ للحاضرين، للقارئين، للمارين من هنا، للقريبين مني.. سأحررُ مدونتي البيضاء لتعانق قلوبا لم يخلق مثلها كثير، سأعزفُ حروفا تتراقصُ طربا على أوتار المحبة والصفاء واعتناق السلام.. سأصافحُ أولئك النادرين جدا، الذين يعيشون الفرح في عيون ناظريهم، وكأنهم أطياف سماوية، وهبها الرحمن روحا نقية، نبضها البياض، لترسم السعادة لمتلقيها.. وسأنقش اعترافا خطيا على طوب المنازل وحجارة الصحاري وأشجار المزارع وعلى أجنحة الطيور إن طاب لي، بأن ثمة إنسانا بين بشر ما زال قلبه ينبض بالخير، ما زال اعتقاده ربانيا، محمديا، إسلاميا.. هذا الإنسان الفريد ليس له أشباه كُثر، إنما العد منه نادر جدا.. هكذا هم النادرون لا يتكررون ولا يتعددون، ينحدرون من مفاهيم وقيم إلهية، تأصلت فيهم وفي تربيتهم حتى صيغت بها ممارساتهم وتعاملاتهم بين الناس رحمة ووودا.. يتركون بصمات بيضاء لا تجد خلفها سوى الرضا والسعادة وكثير من الفرح في قوالب المحبة والخير.. من هؤلاء إنسان عرفتُ منه وفيه كل معاني القناعة، أن الأغراب لا يصدقون مهما تجملوا، ولا يحملون شرف الأمانة مهما تلمعوا! هو فقط من قدمني على نفسه، هو من أعطاني لقمته وظل جائعا، سقاني من عطشه حتى ارتويت، فرش لي بطانة روحه، وبات على حصير الصبر والانتظار، منحني دفء عاطفته صدقا لا يشوبها شائبة.. بكى لحزني وضحك لفرحي، أحب الحب حين عشقني، وأحب كل الناس لحبه لي.. إنسان لا يختصره حديث ولا ورق، ولا ترسمه ريشة أو قلم، لا يحتاج لألوان تظهرهُ، له لون الشمس في أجمل نهار، بين ضلوعه قلب من اللؤلؤ، وكأني أصفُ نفسي، إنه نصفي الآخر، صديقُ دربي، نبضُ قلبي زوجي.. مقاييسُ الشكر جميعها لا تحتفي بوصف مقامه وتقديره.