واصل بشار الاسد وحلفاؤه الروس والايرانيون قتل السوريين الابرياء بعد تهديد صواريخ توماهوك الامريكية مصالحهم في سوريا والمنطقة الاسبوع الماضي بقصفها مطار الشعيرات، الذي انطلقت منه طائرات السلاح الكيماوي وقتلت ما لا يقل عن 86 مواطنا سوريا فى بلدة خان شيخون شمال غربى البلاد مخلفة مئات المصابين، الذين يعانون من اثار الاختناق بالتشنجات العصبية بفعل الغازات السامة. واعلن الروس والايرانيون وحلفاؤهم في بيان مشترك «انهم سيردون على اي قصف جديد يتجاوز الخطوط الحمراء». وزعموا في البيان «ان العدوان الذي تشنه امريكا على سوريا يعتبر عبورا للخطوط الحمراء». ومرة أخرى اقلعت طائرات من نفس المطار مواصلة قصف القرية، التي تحولت معالمها الى خرابات، بالصواريخ والبراميل المتفجرة لتقتل امرأة وتخلف عددا من الجرحى. المجتمع الدولي يغضب دول العالم ومنظمات المجتمع الدولي حمّلت روسيا وايران الدولتين اللتين توفران الحماية لنظام الأسد مسؤولية المشاركة في ارتكاب الجريمة بتمكينه من الافلات المستمر من العقاب. وقال مسؤول امريكي «ان الروس كانوا على علم مسبق بالهجوم الكيماوي وانهم حاولوا اخفاء اثار الجريمة بقصف المركز الصحي بعد الهجوم». وقد شاهد العالم على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي من مكان الحادث اطفالا ونساء ورجالا يعانون جميعا من أعراض متماثلة تشمل الاختناق ورغوة تخرج من الفم وفقدان للوعي، والتشنجات والشلل نتيجة تعرضهم للمواد السامة التي انتشرت في قرية خان شيخون في محافظة إدلب بعد ان اسقطت الطائرات الحربية قنابلها على القرية . الموت يملأ المكان شهود عيان في مواقع الجريمة قالوا «انهم رأوا طائرات حربية تحوم فوق القرية حوالي السابعة صباحا عندما كان معظم السكان نائمين بعد ليلة مرهقة من اصوات التفجيرات واطلاق النار المتكرر من كل تجاه». وأضافوا «ان المستشفيات والعيادات اكتظت بالضحايا وانتشرت الجثث في الساحات العامة»، واصفين تلك المشاهد بالقول «كان الناس يحاولون الابتعاد عن الموقع لكنهم يسقطون على الأرض؛ حشرجة الموت تملأ المكان فيما تزداد صعوبة التنفس». من الواضح، ان الصور المروعة التي نقلت لاطفال يصارعون من اجل الحياة ويموتون امام كاميرات التصوير وذلك الأب الذي يحمل جثتي طفليه التوأم وتعرض رجال الاسعاف وهم يحاولون انقاذ ما يمكن انقاذه للقصف قد غيرت موقف الرئيس الامريكي بشكل جذري من نظام الاسد وسياسة العزلة التي بشر بها الناخبين. الرئيس دونالد ترامب كان قد وعد في حملته الانتخابية بعدم التدخل في الصراعات الأجنبية، وقال في احد تصريحاته «ان نظام الاسد جزء من الحل»، لكنه لم يتردد بعد مشاهدة تلك الجريمة ليصدر على الفور أمره بتدمير القاعدة، التي تنطلق منها طائرات الاسد محملة بغاز الاعصاب. رسالة ترامب المباشرة واعتبر مراقبون الضربة الأمريكية خطوة أولى حاسمة نحو حماية المدنيين من تهديد الأسلحة الكيميائية ورسالة مباشرة لروسيا وايران، فيما أكدوا ان اتفاق وزير خارجية اوباما جون كيري مع الروس كان اتفاقا سيئا لم يفشل في التخلص من مخزون نظام الاسد من الاسلحة الكيماوية فقط، بل اغرى نظامه في التمادي بقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة. كما فتح الباب امام التدخل الروسي في خريف 2015 وقبله نظام طهران التوسعي في سوريا. مما مكن روسيا وايران من توسيع وجودهما العسكري في قلب منطقة الهلال الخصيب وشرق البحر الابيض المتوسط. السفيرة الامريكية في الاممالمتحدة اعلنت بوضوح ان بلادها لن تتردد في شن غارة ثانية اذا استدعى الامر، من جهته زعم ايجور كونوشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قائلا «المواد الكيماوية القاتلة تسربت من ورشة يستخدمها المتمردون لصنع اسلحة كيماوية». الأسد يستهدف المستشفيات في 2013 شن النظام هجوما بغاز السارين على الغوطة الشرقية على مقربة من دمشق اودى بحياة ما يقارب الألف مدني، ووفقا للجمعية الطبية السورية فإن الاسد قتل اكثر من 1500 مدني اعزل بين 2011 - 2015 وقد وثق التقرير الذي صدر العام الماضي 161 هجمة كيماوية في سوريا، وبلغ عدد المصابين من ضحاياها قبل خان شيخون 58.141 شخصا بشهادة أطباء يعملون على الأرض. كما هاجم طيران الأسد 382 مرفقا صحيا في المناطق، التي تسيطر عليها المعارضة وقتل أكثر من 700 من العاملين في المجال الطبي. وجاء في تقرير للجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة صدر في سبتمبر 2016 أن نمط الهجمات -التي ينفذها النظام- خاصة القصف المتكرر يشير الى انه كان يستهدف بشكل متعمد ومنهجي المستشفيات والمرافق الطبية. * مصدر: ذا اندبندنت/ نيويورك تايمز/ واشنطن بوست