من منا لا يعرف الأمل، ومن منا لا يرغب أن يتحقق بعض من آماله أو طموحاته في هذه الدنيا والتي نقبل عليها ونحن مفعمون بالطاقة الإيجابية والتي تؤهلنا لأن نقود جيشًا من العناصر المواكبة لنفس أفكارنا أو لأفكار مغايرة لها ومن خلالها نستطيع أن نقول إننا حققنا ما كنا نطمح إليه من خلال دراستنا أو أعمالنا الخاصة أو من خلال مشاركاتنا بالمحافل التطوعية، بأي حال كانت، والتي نخرج منها ونحن نعيش الحلم الذي ننتظره بفارغ الصبر أن يتحقق لنا. وبعد التخرج نصطدم بأحد الجدارين فإما جدار الوظيفة الجامدة والتي يُرفض من خلالها أن نحقق أي تقدم لأسباب متعددة، منها سرقة الجهود بالطبع، أو الخوف من هذا الطموح من أن يزلزل كرسي المدير والذي يتشبث به حتى الرمق الأخير من حياته. وإما أن نصطدم بجدار البيت وينتهي بنا الحال لملازمة الأجهزة الإلكترونية وشاشات التلفاز التي تسوق لنا في كل يوم ويوم فكرًا جديدًا وبرنامجًا جديدًا وأخبارًا يكون لها التأثير الكامل على حياتنا والتي تصبح فارغة تمامًا بعد أن كانت مليئة بكل أوقاتها. والمشكلة انه في حين نريد الشروع في أي مشروع يمكننا من ملء وقت الفراغ نجد التعقيدات من كل مجال والتأخيرات التي تأخذ من النفس الشيء الكثير ومن المال أيضا والذي يكون عبئا ومع مرور الزمن قد يصبح دينًا صعب الإيفاء ومنه يكون عدم الشروع في المشروع أفضل من كل تعقيداته التي تصيب بالملل والندم والهم والغم. هذه الأمور مجتمعة قد تؤدي بأصحاب الفكر الضحل وأصحاب الفكر الحاقد والمحلل للأمور بأسوأ الظنون لأن يكونوا هدفًا سهلًا وسائغًا لعملاء الإرهاب والذين يستقطبون من كان له فكر غريب أو فكر متعصب فيكون مرادهم المرتجى فيعطونه الأهمية التي فقدها والمكان الذي يريد ورويدًا رويداً يكون اداتهم التي تسلط حتى على الآباء والأبناء، وكلما اتسعت هذه الثغرة وجد هؤلاء ضالتهم في أصحاب المنازل وأصحاب الفكر المتعصب والذي يؤججه بعض الإعلام المرئي من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم، والمشكلة أن هذا الإعلام يدعو لعدم التعصب في قناة وفي الأخرى يكون المقدم هو بالأصل قائدًا لهذا التعصب من خلال برامج حوارية يتشارك فيها من يطلق عليهم أصحاب العقول فيصبحون بلا عقول. والأكيد أننا لن نتمكن من صد هذه الأمور ولن نتمكن من السيطرة على هذه الأحداث إلا بالسيطرة التامة على الإعلام المرئي في تلك القنوات بحجبها أو وضعها تحت المجهر وتنقيتها من جميع الأمور التي تؤجج النفس والفكر وتجعل الغضب يسيطر على من جعل ليله نهارا ونهاره ليلا فأصبح فكره سهل الاصطياد وسهل التحكم به. أن نحرم الأمل ونحرم الحلم ونرى الغير يتحقق له ذلك، ماذا ستكون النتيجة؟؟؟ اترك لكم الإجابة... دمتم بخير.